نشامى عسير
في حفل اختتام مناشط مبادرة نشامى عسير التي خرجت من رحم أزمة وباء كورونا كوفيد 19، وقد شرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، في الواجهة البحرية، بمحافظة البرك
بموجِ البحرِ أم فوجِ النَّشامى
يزيدُ جلالُ ليلتِكَ ابتساما
وأيُّ الزاخرينِ أجلُّ دُرًّا
وخيرُهما عطاءً مُستداما
وأيُّ الهائجينِ أشدُّ بأسًا
وأسطى في الملمَّات اقتحاما
وأيُّ الشاسعينِ أجدُّ عزمًا
وأبعدُ في مغامرةٍ مَراما
وأيُّ الناهضينِ أعزُّ متنًا
وأيُّ ذُراهُما أعلى سناما
وحين تركتَ خلفَكَ كلَّ خَطبٍّ
بأبها والمهمَّاتِ الجِساما
ويمَّمتَ التهائمَ في جلالٍ
بهِ ازدحمَت أفجَّتُها ازدحامَا
أجئتَ تُداعبُ الأمواجَ لهوًا
بها وتسامرُ البدرَ التماما
وهذا البحرُ حينَ يقولُ جهرًا
بأنَّك قد وقفتَ له احتراما
وراح يحدِّث الأفلاكَ فخرًا
بأنَّكَ زُرتَ شاطئَهُ اهتماما
أجهلًا ما توهَّمَ أم جنونًا
وحقًّا كانَ يَسرُدُ أم مَناما
ألا يا قُلزُمَ الشطآنِ مَهلًا
فأنتَ أضلُّ مغرورٍ تعامى
ألستَ ترى المكارمَ زاخراتٍ
بمَن بفِعالِهِ مَلَكَ الكرامَا
فغُضَّ الطرفَ في لُقيا محيطٍ
بهِ الأمجادُ تلتطمُ التطاما
أتى ليُريكَ فوجًا من رجالٍ
بهم وطنُ الهدى اعتصم اعتصاما
فلم يلمحكَ إلا ردَّ طرفٍ
ولم تسعد بهِ إلا لماما
أميرٌ لم يزدهُ العُمرُ عِزًّا
لأنَّ العزَّ بايعَهُ غلاما
وجاءتُه الفضائلُ مرضعاتٍ
فسمَّنها فحرَّمتِ الفِطاما
ولم يترك من العلياءِ فَجًّا
يُرامُ فلم يَنَل منهُ الخِتاما
وأدركَ أنَّ للأعمارِ حدًّا
فأقسمَ أن يكون اليومُ عاما
بهِ لبسَت عسيرُ وسامَ فخرٍ
فكانَت أكرمَ الدنيا وِساما
أناخ لها جناحيهِ فأضحَت
بهِ في كلِّ ثانيةٍ تسامى
وآمنَ أنَّ عُمرَ المجدِ فيها
كعُمرِ الكونِ بدْءًا واختتاما
وأنَّ جبالها ورجالَها في
شروقِ الدهرِ قد خُلقا قِياما
ليشتدَّ الرسوخُ بها ثباتًا
ويزدادَ الشموخُ بهم دوامَا
فمدَّ لهم بياضَ القلبِ مهدًا
وأسكنهم بهِ بلدًا حراما
تنادي في مآذنهِ المعالي
فينفردُ الولاءُ لهم إماما
لدينِ اللهِ، للوطن المفدَّى،
لسلمانَ الذي بسطَ السَّلامَا
إمامٌ في الزمانِ الصَّعبِ سلَّت
بهِ أقدارُ أُمَّتِنا الحُساما
حُسامٌ كانبلاجِ الفجرِ أفنى
بهِ اللهُ الضلالةَ والظلاما
تولَّانا ونيرانُ الأعادي
بِجمرِ الغِلِّ تضطرم اضطراما
فأرسلَهُ لنا الرحمنُ غيثًا
على الآفاق ينسجمُ انسجاما
ومدَّ بحزمِهِ أفياءَ عزٍّ
بهِ المستأسدونَ غدوا نَعاما
وآزرَ مُلكَهُ بوليِّ عهدٍ
غدَت كلُّ الجهاتِ له أمامَا
رأى أسلافَهُ بلغوا محلًّا
من العلياءِ قد هالَ الغَماما
وفي جنبيهِ قلبٌ ليس يرضى
بغيرِ الذروةِ القصوى مُقاما
فوجَّهَ للمعارجِ حُــــــــــــرَّ وجهٍ
بهِ جاهُ المؤسسِ قد أقاما
وأطلقَ للمضاءِ بُراقَ عزمٍ
بهِ دربُ النجاح لهُ استقاما
وأسهرَ في معيَّتهِ الليالي
لأنَّ المجدَ يحتقرُ النِّياما
ووافته الشدائدُ حازماتٍ
فشدَّ لها أبو الحزمِ الحزاما
بشعبٍ كلَّما ضاقَ الأعادي
بوحدةِ صفِّه زادَ التحاما
وما عبسَت لهُ الأحداثُ إلا
أناخَ بصبرهِ الـمِحنَ العظاما
فأنَّى أن يطاولَنا لئيمٌ
بسابغِ لؤمه سادَ اللئامَا
وما غلبَ العِدى إلا بحُلمٍ
وما ذاق العلا إلا احتلاما
يخاتلنا بغدرٍ كالكرونا
فنلبسُ من نتانته الكِماما
ونرفعُ عنه أنفسَنا لأنا
نعدُّ رِضا خصومتِه انهزاما
ولولا لؤمُهُ ما قنَّعتنا
صروفُ الدهرِ ما دمنا وداما
فنحنُ بنو الهواجرِ والصحاري
قهرناها ولم نلبس لِثاما
1442هـ، أبها