كأنا قد خلقنا كما نهوى
في معايدة أبطال الصحة المرابطين في أزمة وباء كوفيد 19
كمَن قاتلَ العُدوانَ مَن كافحَ العَدوى
سواءٌ هما، واللهِ، في الشَّكلِ والفَحوى
جِهادٌ بهِ الأبدانُ تُرعى قرينُهُ
جهادٌ بهِ الأوطانُ تُحمى، ولا غَروى!
سألتُ فؤادي عنهما فأجابني
جوابَ فقيهٍ لا تُردُّ لهُ فتوى
ثلاثٌ نُهينا عن تمنِّي لقائِها
حِذارًا، هي: الأعداءُ والموتُ والبلوى
فإن دقَّت الحربُ الضَّروسُ إناءَها
سعَينا إليها طائعينَ ولو حَبوَا
وإن نفثَ الدَّاءُ الزُّؤامُ سُمومَه
لبسنا لهُ الإخلاصَ والصبرَ والتقوى
جَهارًا نلاقي ساعةَ الموتِ فيهما
بصدقٍ وإحدى الحُسنيين لنا نجوى
يقينًا، ومن ناجاهُ بالنصرِ قلبُهُ
أو الخُلدِ، طارَت نفسُه للفدا نَشوى
وإنَّا لقومٌ في الشدائدِ صُبَّرٌ
سلوا يَملإِ التاريخُ أسماعَكم شَدوَا
قديمًا لنا في الجاهليةِ نَخوَةٌ
شربنا بها من كلِّ مكرمةٍ صَفوَا
فلمَّا كسانا اللهُ بالدِّينِ عِزَّةً
غدونا، وما في العالمينَ لنا شروى
إذا جاءتِ السرَّاءُ فُزنا بشكرِها
وقمنا بهِ نحدو زيادتَها حَدوَا
وإن جاءتِ الضرَّاءُ حُزنا بصبرِنا
عليها رِضًى يمحو مواجعَنا مَحوَا
فكيفَ لعبدٍ كلُّ أمرٍ لهُ بهِ
من الخيرِ ما يرضيهِ أن يعرفَ الشكوى
هنيئًا مريئًا للبلادِ التي بها
لكلِّ عظيمٍ لذةُ الـمَنِّ والسلوى
سعى كلُّ إبليسٍ ليُوهنَ عزمَها
فخابَت مساعيهِ وعاد بلا جدوى
يعودُ علينا كلُّ عيدٍ وعندنا
من اللهِ فضلٌ غامرٌ ما أتى سَهوَا
فليس لغيرِ اللهِ فضلٌ ومِــــــــــــنَّةٌ
علينا، كأنا قد خُلقنا كما نهوى
وإن قيل: (بدوٌ) فالبداوةُ سِرُّنا
سَكَنَّا الفلا بَدوًا، وجُزنا السُّهى بدوا
بمكَّةَ ولَّانا سِدانةَ بيتِهِ
فكانت إلى كلِّ المعالي لنا نَحوَا
وملَّكنا أرضَ الرسالةِ والهُدى
فشِدنا عليها من تلاحُمنا قَبوَا
بجندٍ على حدِّ البلادِ أشدَّةٍ
بهم قد جثا للجِدِّ من أكثرَ اللَّهوَا
وجندٍ على حدِّ البلاءِ ألدَّةٍ
بهم جامحُ الداءِ الخَتولِ غدا رَخوَا
فطوبى لعَينٍ في الرِّباطينِ لم تَزَل
تُصابرُ في دحرِ الأعادي أو العَدوى
وطوبى لـمَن أهداهما سِرَّ دعوةٍ
فمن جهَّز الغازي كمن شَهِدَ الغَزوَا
1441هـ، أبها