طويق

من وحي تشبيه الأمير محمد بن سلمان همة الشعب السعودي بجبل طويق

سُوقي الأعاصيرَ يا غَبراءُ أو قُودي

(طُويقُ) باقٍ بقاءَ البِيضِ والسُّودِ

راسٍ، تَعُودُ رِياحُ السُّوءِ خائبةً

عن راسخٍ منهُ في الأعماقِ مَشدُودِ

راقٍ، يُزاحمُ عِزَّ الشَّمسِ مَنكِبُهُ

ورأسُه في شُموخٍ غيرِ مَحدُودِ

رانٍ، إلى فوقَ، لا تَنكَبُّ نَظرتُهُ

في قاعِ مُستَنقعٍ، أو قَعرِ أُخدودِ

فما تنالينَ يا غبراءُ من جَبَلٍ

سامٍ، من السَّبعِ حتى السَّبعِ مَـمدُودِ!

شَعبٌ من النُّورِ، مَفطُورِ الفُؤادِ على

عَهدٍ من الحُبِّ والإخلاصِ مَعقُودِ

نَسلُ النَّبِيَّينِ ما فينا ولا معَنا

إلا سَليلٌ لـ(إسماعيلَ) أو (هُودِ)

في مَوطنٍ لم يَزَل للمسلمينَ بهِ

(فُلكُ النجاةِ) من الطُّوفانِ، و(الجُودي)

بهِ حِمى الحرَمينِ الأشرَفينِ على

هَدي الذي فاقَ حمدًا كلَّ مَحمُودِ

في دولةٍ كانَت الدُّنيا بمولدِها

كعَاقرٍ سمِعَت بُشرى بمَولُودِ

عهدُ الإمامينِ صانَ الدِّينَ في يدِها

في مَشهدٍ من عُلا الإسلامِ مَشهُودِ

من ذلك الحينِ حتى اليومِ ما انحكَمَت

إلا لذي نِعمةٍ في المَجدِ مَحسُودِ

حتى أناخَت مطاياها مُجَلَّلةً

في ظِلِّ عصرٍ نَضيدِ الطَّلعِ مَخضُودِ

ظلٌّ بـ(سلمانَ) مَـدَّ اللهُ وَارفَه

في يومِ سَعدٍ على الإسلامِ مَوعُودِ

يومٌ بهِ قد محا التاريخُ ما نحتَت

أوهامُ أعدائِنا في كلِّ جُلمُودِ

وراجعَت كلُّ نفسٍ ما يَحيكُ بها

من كيدِ نفَّاثةٍ، أو غِلِّ مَكمُودِ

وقرَّ من كانَ يرجو مِن ضَلالتِهِ

أن يَغلبَ الصَّارمَ البتَّارَ بالعُودِ

فإن يكن تحتَ عينِ الشَّمسِ من بلدٍ

سادَ البلادَ بفَضلٍ غَيرِ مَجحُودِ

فبـ(السُّعوديةِ) الدُّنيا تَتِيهُ كما

تاهَت هُذيلُ بأمجادِ (ابنِ مَسعُودِ)

ثقيلةُ السَّاقِ في المِيزانِ، عاليةٌ

يَمينُها فوقَ أيدي الخَلقِ بالجُودِ

وإن أتَت كلُّ أرضٍ في الوجودِ بما

جنَته من خطأ فيها ومَنقُودِ

أتى سِوانا بعيبٍ لا يُعدُّ، وقد

جئنا بعَيبٍ ببَعضِ الكَفِّ مَعدُودِ

مغمورةٌ في بِحارٍ من فضائلِنا

(فَريدةٌ) قد جنَتها كفُّ (مَفرُودِ)

قُمنا نُطهِّرهُ مِمَّا جنَت يدُهُ

بمنهجٍ لكتابِ اللهِ مَردُودِ

وبالمحبَّةِ نأسو جُرحَ إخوتِنا

في مَأتمٍ بعَظيمِ الحُزنِ مَورُودِ

وقامَ يَقرأُ فينا كلَّ موعظةٍ

كَذَّابةٍ كلُّ شَيطانٍ ونُمرُودِ؟

ولو تمكَّنَ من ذي الأرضِ ما تركَت

أحقادُه في حِماها رُوحَ مَوجُودِ

يا أبرأَ النَّاسِ من إفكٍ رُميتَ بهِ

لا لستَ وحدَك في هذا بمقصودِ

ضاقوا بوَحدةِ شَعبٍ لا انثلامَ لها

وحَدِّ سيفٍ على الفُسَّادِ مَجرُودِ

برؤيةٍ تَخرِقُ الآفاقَ سِرتَ بها

في مَسلَكٍ باتَّقادِ الفِكرِ مَمهُودِ

بهِمَّةٍ هِجتَ أحلامَ الشَّبابِ بها

فأيقظَت من رُؤاهم كلَّ مَوءُودِ

بهبَّةٍ فُجِعَت نارُ المجوسِ بها

فأخمدَت من لظاها كلَّ مَوقُودِ

ضاقوا وقد ردَّدوا الأبصارَ في أُفُقٍ

عنهم بِعزِّك في الأقطارِ مَسدُودِ

فاشدُد يمينَك لا كلَّت عزائمُها

بحُبِّ شَعبٍ بما أحببتَ مَحشُودِ

يأتونَ (سَلمانَ) إن أوما بحاجبِهِ

مَوجًا كجِنِّ (سُليمانِ بنِ داوودِ)

1440هـ أبها