أبكار الكلام
ألقيتها في حفل رعاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير؛ لتكريم عدد كبير من كبار موظفي المنطقة المتقاعدين
تُغرِّبُ فِكري عن زماني مَقاصِدُه
وتُوغِلُ في أقصى المعاني شواردُه
وتَكمُن في وادٍ من السِّحرِ ما بهِ
أنيسٌ ولم تُوطأ بِرجلٍ جلامدُه
وتُمعِنُ قبلَ الشَّمسِ في كلِّ سارحٍ
بنظرةِ “صَقَّارٍ” طِوالٌ مقاعدُه
صَبورٌ لِكَيدِ الصَّيدِ مُقتَعِدٌ لهُ
بِفِطنةِ حُرٍّ مُوحِشاتٌ مراصدُه
يُطاولُ خوفَ الشَّارداتِ بِصبرِهِ
وتَغلِبُ كَيدَ الجافلاتِ مكائِدُه
طلوبٌ لأبكارِ الكلامِ مخيِّبٌ
رجاءَ “زُليخىً” للقوافي تُراودُه
بعيدُ هُمومِ القلبِ لا يستفزُّهُ
مِنَ الشِّعرِ إلا الـمُنهِكاتُ طرائدُه
تُقَطِّعُ أنفاسَ الرِّياحِ بِركضِها
ويَقصُرُ عنها ظِلُّها وتُباعدُه
أَثَارَ على أعقابِها عزمَ قلبِهِ
فما كَلَّ حتى أنهكَتها صوائدُه
وعادَ بها والزهوُ رَشحُ جَبينِهِ
ونشوتُه قد أذهبَت ما يكابدُه
وأودعها من نفسِهِ قلبَ صادقٍ
بحبِّكَ دونَ الناسِ تَغلي مواقدُه
على شوقِهِ تُشوى سَوانِحُ فِكرِهِ
وتُطهى على نارِ الحنينِ قصائدُه
إذا ما رآكَ اهتزَّ هِزَّةَ عاشقٍ
بها الشِّعرُ في جنبيَّ يَنفَكُّ ماردُه
فَأعزِفُ في دِيوانِ سَمعِكَ نغمَةً
طَروبًا بها مِن كُلِّ لَحنٍ فرائدُه
فمثلُكَ عِزًّا لا يليقُ بسمعِهِ
من الشِّعرِ إلا خُودُهُ وخَرائدُه
بِذَوقِكَ أتعبتَ القوافي وأهلَها
وهابَكَ منقودُ القريضِ وناقدُه
عرفتُكَ لم تُطربكَ إلا قصيدةٌ
عليها من الدُّرِّ الكريمِ قلائدُه
ولم تبتَسم إلا لبيتٍ معتَّقٍ
تقادمَ لم يُبعَث وطالت مراقدُه
أميرٌ بأنسابِ القرائحِ عالـمٌ
ومِن خيلِهِ برهانُه وشواهدُه
لأنَّ القوافي كالخيولِ كثيرُها
هِجانٌ وفيها طيِّبُ العرقِ ماجدُه
كمجدِ مساءِ اليومِ في عمرِ مخلصٍ
أتيتَ على وصلِ الوفاءِ تعاهدُه
طوى عمرَهُ في ظلِّ مجدِكَ عامِلًا
وحُبُّكَ يُذكي عزمَه ويعاضدُه
على منهجٍ للطُّهرِ أنتَ إمامُهُ
وأستاذُه في كلِّ قلبٍ ورائدُه
مهدتَّ لهُ دربَ النجاحِ فخاضَه
وأنتَ بآياتِ الكفاحِ تساندُه
أميرٌ تسامَت بالوفاءِ يمينُه
وغصَّت بتقديرِ الرِّجالِ موائدُه
وما خيَّبَت ظنَّ الحقولِ بروقُهُ
ولا ودَّعتها دونَ غيثٍ رواعدُه
أميرٌ بحبِّ الناسِ شيَّدَ عرشَه
فقرَّت على صخرٍ أصمٍّ قواعدُه
فسبحانَ من أعطاه من فيضِ نورِهِ
سريرةَ رُشدٍ لا تغيضُ مواردُه
وعلَّمَه (صنعَ الرجالِ) لموطنٍ
بهِ قبلةُ الدنيا و(سلمانُ) قائدُه
فنحنُ “بنو سلمانَ” إخوةُ (فيصلٍ)
ونحنُ مواضيهِ ونحنُ سواعدُه
إمامٌ بهِ الإسلامُ طالت ذِراعُهُ
وعزَّ مُواليهِ وذلَّ مُعاندُه
إذا همَّ لم يعلم بهِ غيرُ ربِّهِ
وطالت بأجوافِ الليالي مساجدُه
وأضرمَ في عزماتِهِ حسنَ ظنِّهِ
وإيمانَ قلبٍ راسخاتٌ عقائدُه
أتى وشعوبُ الشرقِ في ليلِ فتنةٍ
بهِا كلُّ ملعونٍ تَرُوجُ مفاسدُه
فداوى لظاها باللظى وجنونَها
بإعصارِ حزمٍ عاصفاتٌ شدائدُه
بهِ ابتهرَ الدنيا بخطفةِ ضيغمٍ
على قَنَصِ “الظفراتِ” ضرَّاهُ والدُه
فضجَّت عروشُ الخافقينِ بفعلِهِ
وقد شدهتها بالجلالِ مشاهدُه
وأقسمَ أهلُ الأرضِ باللهِ أنَّه
فريدُ زمانِ العالمينَ وواحدُه
ولا عجبٌ أن يذهلَ الكونَ واحدٌ
فذاك “أبو فهدٍ” وتلك عوائدُه
1437هـ أبها