كفى يا موت
في رثاء الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله.
كفى يا موتُ! إنَّ القلبَ فاضا
معاناةً، وبؤسًا، وانقباضا
ورفقًا يا قضاءُ بقلبِ صَبٍّ
عليهِ الحُزنُ ينقضُّ انقضاضا
إذا ما انفكَّ من أنيابِ كربٍ
دهَتهُ مَنِيَّةٌ أخرى فآضا
وكنتُ أظنُّ فقدَ أبي ستهوي
جميعُ مصائبي عنهُ انخفاضا
إلى أن راعـني بالفقدِ ليلٌ
بهِ الأحزانُ تَرفَضُّ ارفِضاضا
وفزَّ بموتِ عبدِاللهِ برقٌ
بهِ الآفاقُ ضجَّت حينَ ناضا
وكلُّ مصيبةٍ عندي أفاقت
تواسيني بأعسرِها مخاضا
وهاجَ الموتُ في كبدي وحوشًا
من الأحزانِ كُنَّ بهِ رِباضا
ومَدَّ لها بأعماقي قفارًا
طِوالًا لا انتهاءَ لها عِراضا
وقالَ لها (ابلعي السلوى) فغاصت
وقالَ لماءِ صبري (غِض) فغاضا
وإن تكُ هذه حالي بأبها
فأيُّ مصيبةٍ دهَتِ الرِّياضا
وقد شربَت جحيمَ الفقدِ نارًا
غدَت كلُّ القلوبِ لهُ حِياضا
بها تَرِدُ العواصمُ باكياتٍ
كأنَّ عروشَها هَوَتِ انتقاضا
على مَلِكٍ كأنَّ اللهَ أسنى
بهِ الدنيا ليملأَها بياضا
وباركَهُ فأسقى الأرضَ منهُ
سماحًا سائغًا حـتى أفاضا
بنِيَّةِ صادقٍ لا ريبَ فيها
لو افتضَّ الجبالَ بها لهاضا
بها فِتَنُ الزمانِ مضَت سلامًا
وخاض بها عواصفَها وراضا
بها اعتمرَ القلوبَ مِلاكَ حُبِّ
وشرُّ الحُبِّ ما كانَ اقتراضا
مضى ببياضِ نيتهِ وحيدًا
فأحرقَنا الفراقُ ولا اعتراضا
1436هـ، أبها