في رثاء والدي، غفر الله له
تلبَّسَ بي جمرُ الفراقِ عَشيقا وأوقدَ أعضائي بنارِ فجيعتي فللهِ (أُذني) حينَ جرَّعها اللظى فلم يَبقَ في وهمي من الشكِّ شَعرةٌ وللهِ (عيني) إذ رأتهُ جَنازَةً فَصَبَّت حميمًا، فوقَ خديَّ نفحُهُ وللهِ (صدري) يومَ طَمَّ رِحابَهُ وحارت بـ(حُلقومي) صواهلُ عَبرةٍ وَنَـــفَّـــرَ أنفاسي من الغَمِّ صارخٌ وكفَّت (لساني) عُجمَةُ الفقدِ فانزوى وللهِ (قبرٌ) في (المحالةِ) ظافرٌ دفنتُ بجوفِ اللَّحدِ منِّي ثلاثةً: دفنتُ بهِ من صفوةِ الأزدِ سيِّدًا بهِ وهبَ اللهُ الفضائلَ سُؤلَها ثمانينَ حولًا يُطعمُ المجدَ نفسَهُ ثمانينَ حولًا يُوردُ العِزَّ قلبَهُ فما ماتَ حتَّى خلَّفَتهُ عُزُومُهُ (أبي) بكَ جاءتني من الموتِ لَطمَةٌ وصيَّرَ (قلبي) قِبلةَ الهمِّ والجوى ورَشَّ على (وجهي) من الحزنِ لفحةً وعلَّمني أنَّ الفؤادَ إذا بكى وواللهِ ما أبكي لفقدكَ ساخطًا ولكنَّني أبكي بقلبِ مُتَيَّمٍ فأسبلَ دمعَ العاشقينَ صبابةً (أبي) إن تكن تحتَ التُّرابِ مجذَّرًا وإن كانت الأمجادُ تبكيكَ واحدًا رحلتَ ويُمناكَ الكريمةُ لم تَزَل فطاول بهم مَن شئتَ، ما شئتَ، شامخًا |