وصمة العار
إن قلتُ: عذرًا، فعذري وصمةُ العارِ
وإن سكتُّ ففي جوفي لظى النارِ
عارُ اعتذاري ونارُ الصمتِ بينَهما
دفنتُ رأسي وجسمي كلُّهُ عاري
فيا دمشقُ ويا درعا ويا حلبُ
أنا الذي خُنتُ إسلامي أنا العربُ
أنا النفاقُ أنا المرعى أنا الطربُ
من المحيطِ إلى ماءِ الخليجِ أنا
أكلي وشربي ولذاتي وديناري
فلا دماؤُكِ يعنيني تدفُّقُها
ولا يهزُّ فؤادي دمعُكِ الجاري
رأيتُ طهرَ نساءِ الشامِ يُستلَبُ
رأيتُ أطفالَها للموتِ تُحتطَبُ
رأيتُ تاريخَها في القهرِ ينسكبُ
رأيتُها عربيًّا ليسَ في دمِهِ
من الرجولةِ إلا: تلكَ آثاري
رأيتُها، ثم أغمضتُ الجفون على
نفسي، وهدهدتُّها في زورِ أشعاري
سمعتُ واللهِ عرضَ الشامِ ينتحبُ
سمعتُ شهقةَ أنثى وهيَ تُغـتــــ….ـبُ
سمعتُ صرخةَ طفلٍ ما لهُ نسبُ
سمعتُها عربيًّا ليسَ في فمِهِ
من البطولةِ إلا: تلكَ أخباري
سمعتُها وحشا أذني فمي كذبًا
عني ومرَّغني في وهمِ تذكاري
علمتُ أنِّي وراءَ الذلِّ أحتجبُ
علمتُ أنَّ (حذامِ) قولُها كذبُ
علمتُ أنَّ (عظامي) كلُّها خشبُ
علمتُها عربيًّا من عقيدتِهِ
أنَّ الذي يتغابى سيدُ الدارِ
علمتُها، ثم أرخيتُ الستارَ على
نفسي؛ لأنيَ أرعى حرمةَ الجارِ
لا السيفُ أصدقُ إنباءً ولا الكتبُ
والجدُّ ليسَ لنا نهجًا ولا اللعبُ
لا شيءَ نحنُ فلا رأسٌ ولا ذنَبُ
مرَّت ثلاثٌ و(شامُ اللهِ) نازفةٌ
ولا مجيرَ لها من جورِ بشارِ
سيكتبُ الكونُ أنَّ الشامَ ذابحُها
فردٌ وخذلانُها من نصفِ مليارِ
1435هـ، أبها