ألقيت في حفل محافظة النماص وأهاليها في ساحة الاحتفالات الشعبية بجنوب المحافظة، بمناسبة اليوم الوطني، ثم أعيد إلقاؤها في احتفال نادي أبها الأدبي بالمناسبة نفسها
قالت لحاسدِها: بالغيظِ مُت كمدا قداسةُ النُّورِ يا مغرورُ غالبةٌ ولُـجَّةُ الحُبِّ في الأعماقِ باقيةٌ ارحل بليلِكَ واغرَق في غياهبِهِ دعـني هنا فالغدُ الكُبَّارُ يملؤنِي دعـني فإنَّ ارتواءَ الطينِ ألهمـني دعـني فإنَّ ثَرى ذي الأرضِ ليسَ بهِ دعـني فإنَّ عداءَ الرِّيحِ علَّمـني وأن أُزخرفَ من آهاتِ سانيتي وأن أُعلِّقَ في أهدابِ سُنبلتي قالت وقد مشطَت ما كانَ مُنسَدِلًا ما كُنتُ يا حاسِدِي، واللهِ، ناقِضَةً وبيعةُ الرُّوحِ للأجسادِ يكلؤها وكيفَ ننقُضُها واللهُ عاقدُها وكيفَ نُسقِطُ غصنَ الخُلدِ مِن يدها وكيفَ نُغمِضُ عينيها وقد كَحَلت وكيفَ نجحدُ في السَّراءِ سيرتها يَا راقصينَ على لحنِ الرَّخاءِ هُنَا يَا رافلينَ بأزياءِ الأمانِ هُنَا فإن يكن أمسُ قد ولَّى، فَعَودَتُهُ قالت وقد ضَفَرَت ما كانَ مجتمعًا ما كنتُ يا حاسدي، واللهِ، ناصرةً دَعني لبيعةِ “عبدِاللهِ” أحفظُها للهِ ما أقربَ اللفظينِ إن نُطقا (بيعٌ) تعاهدَهُ الشَّيطانُ مُبتسمًا و(بيعةٌ) قبلَ الرَّحمنُ دعوتها: دعني هُنا رغمَ أنفِ الرِّيحِ صامدةً غدًا سيشهَدُ عندَ اللهِ لي وطني: غدًا سيرفعُ ذكري عندَه: ألمي وأنَّ قلبي لقتلِ الـمسلمينَ بكى وأنَّ من شرِّ أعدائي: أبا لهبٍ غدًا سيشهدُ ماءُ النِّيلِ: أنَّ يدي قالت وقد سحبت ذيلَ الصباحِ على يا حاسدي: إنَّ نورَ الشَّمسِ راحلتي إنِّي أنا وطنُ النُّورِ الذي ملأت على جبيني لدينِ اللهِ مئذنةٌ وفي يدي وُلدَ التاريخُ مبتدئًا كأنما أودعَ الرَّحمنُ في خلدي يا حاسدي: إن يكُن ألهاكَ عن ألَقي هذي محاسنُ أيامي غلبتُ بها |
1434هـ، أبها