ألقيت أمام الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير، في ساحة البحار بأبها، في احتفال إمارة المنطقة وأهاليها بمناسبة اليوم الوطني
هنا من قامةِ الشَّرفِ الرفيعِ وفي كنفِ السَّحابِ على سُفوحٍ أتينا نُشهدُ التَّاريخَ أنَّا فما خُلقَت عسيرُ الأرضُ إلا أتاها الأزدُ من سبأِ بنِ هودٍ فحلُّوا بالحضارةِ في رُباها فكانوا في شوامخِها جلالًا وكانوا في مفاتنِها جمالًا وكانوا في منابتِها سخاءً وكانوا في سحائبِها رواءً مآثرُ عزَّةٍ في كُلِّ شيءٍ فإن يجحد بها أحدٌ أوينا نصرنا سيِّدَ الثَّقلينِ نصرًا فقالَ مقالةً في الأزدِ أبقى يقولُ الأزدُ أُسدُ اللهِ جاءوا بأنقى النَّاسِ أفئدةً إذا ما وأصدقِهم لقاءً في نهارٍ (أنا منهم وهم مـني) وهذي وماتَ فلم نحِد مقدارَ ظُفرٍ سلوا بدرًا سلوا الأحزابَ عنَّا سلوا الخلفاءَ عنَّا حينَ كُنَّا وآياتِ الوفاءِ بكلِّ عهدٍ (شوافعُ) قد ملكنا كلَّ علمٍ وأعوادُ المنابرِ حينَ نعلو وعطَّرنا فمَ التَّاريخِ منَّا وتلكَ عهودُنا من ألفِ عامٍ سيحشُرنا إليهِ منزَّهَاتٍ سلوا عنَّا ملوكَ الأرضِ تندى سلوهم من معاويةَ بنِ حربٍ إلى عبدِ العزيزِ إلى بنيهِ سلوا تجدوا الصحائفَ مُترعاتٍ لأنَّ البيعةَ الزهراءَ عِرضٌ ونحيا أوفياءَ لطينِ أرضٍ وأودعنا أوائلَنا ثراها ولبَّينا أذانَ الحُبِّ فيها ووقَّفنا لها الأرواحَ حِرزًا لنبقيَها لنا عذراءَ بِكرًا لأجلِ ترابِها المخلوقِ مِنَّا لأجلِ ترابِها المدفونِ فينا فليسَ يخونُ عهدَ الأرضِ إلا |
1433هـ، أبها