خزائن التاريخ
في رثاء الأمير نايف بن عبد العزيز، رحمه الله
رحلتَ وقد ملأتَ بكَ الزمانا
وأفحمتَ القرائحَ والبيانا
ملأتَ خزائنَ التاريخِ مجدًا
كتبتَ بهِ ملاحِمَكَ السِّمانا
أقمتَ الأمرَ بالمعروفِ نهجًا
سماويًّا وكنتَ لهُ كيانا
وحصَّنتَ المبادئَ حينَ كادَت
رؤى المستغربينَ لها عَيانا
وعرَّيتَ التطرُّفَ حين كانت
ظواهرُ مكرِهِ تبدو حِسانا
وسُقت على الغلوِّ نهارَ فِكرٍ
جعلتَ هدى النـبيِّ لهُ لِسانا
فأدبرَ كلُّ شيطانٍ رجيمٍ
أمامَكَ حينَ أعليتَ الأذانا
فنم في (عدلِ) مكةَ& يا إمامًا
أقامَ العدلَ فيها والأمانا
قريرَ العينِ في أحضانِ أُمٍّ
سهرتَ لأمنِ زائرِها فكانا
إلى أن نلتقي في ظلِّ ربٍّ
ننالُ بفضلِهِ تلكَ الِجنانا
أ(نائفَـ)ـنا رحلتَ فقالَ قومٌ
من الضُّلَّالِ آلمهم هدانا
ستنشقُّ العصا فينا ونلقى
خلافًا بعدَ موتِكَ وافتتانا
وأنَّ فلانَ قالَ لهُ فلانٌ
فلانٌ قالَ لن أرضى فلانا
فلمَّا أن قضينا فرضَ حُزنٍ
عليكَ وألفَ فرضٍ من دُعانا
تأمَّلَ خادمُ الحرمينِ عنَّا
كنانتَهُ الـتي مُلئَت سِنانا
فسلَّ لعهدِهِ (سلمانَ) سيفًا
كسيفِ أبيهِ يجـترحُ الطِّعانا
وسرَّ الداخليةَ حينَ كانت
عليكَ كأُمِّ موسى يومَ بانا
بـ(أحمدَ) إنَّ أحمدَ منكَ، لـمَّا
دعتهُ بلادُهُ ملأَ المكانا
فَسَرَّ إمامَنا المأمونَ شعبٌ
يزيدُ صوابَ رؤيتِهِ ضمانا
وماتَ عدوُّنا غيظًا لأنَّا
كسبنا، وهي عادتنا، الرهانا
1433هـ، أبها
& اسم المقبرة التي دفن بها رحمه الله في مكة المكرمة (مقبرة العدل).