ألقيت أمام الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير، في حفل أقامته اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم في منطقة عسير، في قاعة الاحتفالات الرسمية بمقر بالغرفة التجارية الصناعية بأبها
إذا ما بدا هذا الأمـيرُ المسدَّدُ تُزَغرِدُ حبًّا وابتهاجًا ولهفةً ولِم لا أغـنِّي والبلابلُ في فمي ولِم لا أغـنِّي سيدي وابنَ سيدي سَقيتَ فؤادي بالعُلا فملأتَهُ أحبُّكَ حبًّا لا يُباعُ فَيُشترى أحبُّكَ إخلاصًا، وقلبُك شاهدي وأشهدُ عندَ اللهِ أن قد كسوتني تراني فتدنيني إليكَ تواضعًا وتلقى اشتياقي حينَ أهمي ببسمةٍ أَضَأتَ قناديلَ الأمانِ بخافقي رحلتُ وأقصاني زماني بجورِهِ وروَّيتَ روضي بعدَ أن جَفَّ نبعُهُ وقد كان شعري قبلَ لقياكَ هائمًا فلمَّا تبدَّى نورُ وجهكَ مُشرِقًا تنبَّأتُ سحرًا في حمى سيفِ دولةٍ فَدُم يا (عليَّ) العزِّ يا (ذو فقارِهِ) سأملأُ ذا الدنيا اعترافًا بفضلِكم سأخبرُ آفاقَ السماءِ بأنَّني سأكنزُ شعري في مديحِكَ جوهرًا وأنـثرُهُ درًّا على كلِّ محفلٍ فسبحانَ ربٍّ أودعَ الخـيرَ كلَّهُ فكلٌّ يُرى في وجهِهِ طبعُ نفسهِ بطلعتِكم يا طاهرَ النفسِ أشرقت ألستَ ترى أبها تُعوِّذُ نفسَها نشرتَ عليها من ظلالِكَ قُبَّةً كذلكَ هم آلُ السُّعودِ أئمَّةٌ تسوسونَ بالرفقِ الأمورَ الـتي لها فليتَ عصا الحَجَّاجِ تعلمُ أنَّكم حكمتم برفقِ القادرينَ ولم يزل ومن كانَ ربُّ العالمينَ نصيرَهُ ولا عجبٌ فيما أرى يا ابنَ خالدٍ أطلَّ على الدنيا أبوكَ بوجهِهِ ومات فما ماتت منابعُ فضلِهِ وهل ماتَ من ربَّاك في روضةِ النَّدى فكلٌّ إذا ما ماتَ ماتَ سوى النَّدى بكم وُلِدَ الجودُ الجديدُ وجُدِّدَ الـ فأمسُكَ من جودٍ ويومُكَ من ندى فَمَن كان يقضي في رضا اللهِ أمسَهُ تولَّيتَ في أبها الزِّمامَ فلم تزل وأجريتَ نهرَ الفضلِ والعدلِ مُترعًا دعا لكَ أهلُ العلمِ في كلِّ منـبرٍ أتيتَ تقودُ الأسخياءَ أولي النَّدى إلى متجرِ الرحمنِ واللهُ ضامنٌ تهبُّ إذا نادى المنادي إلى النَّدى وإنَّكَ قد أحببتَهُ فاتَّبعتَهُ سخيًّا رضيًّا تسبغُ الجودَ باسمًا وتُرغِمُ أنفَ المالِ في كلِّ مشهدٍ وتُعرِضُ عن عذلِ العذولِ ولومِهِ رسمتَ لمن رامَ السخاءَ خريطةً فإنَّ طريقَ الجودِ صعبٌ وإنَّما فكلُّ كريمٍ في الندى تابعٌ لكم تعدَّيتَ أسوارَ المآسي وليَلَها وجاوزتَ أضلاعَ المساجينِ نافذًا لتغرسَ في أعماقِهِ بذرةً بها لتوقدَ في أرجائِهِ شمعةَ الهُدى وطفتَ على أمٍّ كأنَّ فؤادَها لتملأَ عينيها ببشراكَ بعدَما وتغمرَ بالسلوانِ شِقوةَ والدٍ سبقتَ بهذا كلَّ يمـنى كريمةٍ خِصَالٌ شريفاتٌ تليقُ بسيدي لهُ اختاركَ الرحمنُ من بينِ خلقِهِ فسِر يا حسامَ اللهِ في كلِّ رفعةٍ ودعـني أَسِيرًا في فؤادِكَ إنَّهُ ويا جابرًا كسرَ المساجينِ إنَّـني فشُدَّ وثاقي في ودادِكَ إنَّـني فما زلتُ مأسورًا وما زلتَ آسري |
1429هـ، مكة المكرمـة