زيدي من القهر
على إثر مجازر إسرائيل في عدوانها على غزة عام 2008/2009م، التي راح ضحيتها من المدنيين العزَّل وحدهم 1200 شهيد، منهم 436 من الأطفال دون السادسة عشرة، و110من النساء، و123 من كبار السن، و14 من الطواقم الطبية، و4 من الصحفيين
زيدي من القهرِ إنَّ الثأرَ يستعرُ
يا دولةً في فمِ الشيطانِ تختدرُ
زيدي من القهرِ زيدي كي تثورَ بنا
عزيمةٌ في خفايا النفسِ تُدَّخرُ
زيدي من القهرِ كي نصحو فإنَّ لنا
سبعينَ عامًا وفي أرواحِنا سَكَرُ
إنَّ الثوانيَ حبلى في دقائقِنا
بالثأرِ والمولدُ الموعودُ يُنتظرُ
وِحامُها القهرُ ، والحبلى لها وَحَمٌ
فوحِّميها بقهرٍ ، يُولَدُ الذكرُ
فالقهرُ صنَّع منَّا في دواخلِنا
سنابلًا لم يصنِّع مثلها بشرُ
فكلُّ نبضةِ قلبٍ بين أضلعِنا
في كلِّ عرقٍ بنارِ القهرِ تستعرُ
فبينَ أضلعِنا مليارُ سنبلةٍ
موقوتةٍ تتلظى ملَّها الحذَرُ
زيدي من القهر ِكي تصحو سنابلُنا
وتحملَ الفجرَ للدنيا وتنفجرُ
فالسحبُ في أفقِ الإسلامِ مثخنةٌ
بالقهرِ نحلبُهُ منها ونعتصرُ
والشمسُ نمتصُّها قهرًا إذا شرقت
وقلبُها من رؤى الأشلاءِ ينفطرُ
والبدرُ نرشفُهُ قهرًا وقد جُمعت
من الهوانِ على أجفانِهِ صورُ
والريحُ بالدمِ تأتينا، فنشربُهُ
جمرًا ليُقدحَ في آهاتِنا الشررُ
يا دولةً في دمِ الشيطانِ غارقةً
زيدي من القهرِ صفوًا ما بهِ كدرُ
أسقيتِ بالقهرِ بُورًا من ضمائرِنا
فأخصبت وانتشى في طينِها الظفرُ
سيورقُ الثأرُ يومًا في مآذِنِنا
ويعلمُ الكونُ أنَّ اللهَ مُنتصرُ
(اللهُ أكـبرُ) شدَّ النصرُ مـئزَرَهُ
وأذَّنت في فؤادِ المحنةِ العِـبَرُ
(اللهُ أكـبرُ) والمليارُ غاضبةٌ
أمواجُه وجحيمُ الثأرِ مستعرُ
وإن طغى في رحابِ القدسِ طاغيةٌ
حذاؤُهُ خائنٌ منها ومؤتجرُ
(اللهُ أكـبرُ) والأشلاءُ عابقةٌ
بالخلدِ والكوثرُ الموَّارُ يُبتدرُ
(اللهُ أكـبرُ) إن كان العدوُّ لهُ
دبابةٌ في حشاها الجُبنُ والخورُ
فإنَّ في أمـتي طفلًا وجاريةً
يسعى بهم في رحابِ الجنةِ الحجرُ
بهم ستخضرُّ أيامٌ بمشرقِنا
من وجنتيها هنيئًا يُقطَفُ الثمرُ
يومًا ستسطع شمسُ العزِّ باسمةً
ويستوي في سماءِ الأمةِ القمرُ
وغزةُ العزِّ يُتلى في منابرِها
(إن الدم الحرَّ حُرٌّ ما لهُ هدرُ)
يومًا سترفعُ في الأقصى حناجرُنا
(اللهُ أكـبرُ) لا ذُلٌّ ولا خطرُ
يومٌ سيأتي بدت أنوارُ مولدِهِ
تلوحُ في أفقِ الدنيا وتستترُ
يومًا سيولدُ يومُ النصرِ قد سئمَت
أيامُنا من ثوانٍ كلُّها قَهَرُ
سيغضبُ اللهُ يا (شارونُ) غضبتَهُ
وغضبةُ اللهِ لا تُبقِي ولا تذرُ
1429هـ، أبها