سدرة العز
ألقيت أمام الأمير فيصل بن خالد في مجلسه الأسبوعي في قصره بحي الخالدية في أبها، ثم أعيد إلقاؤها أمامه أيضًا في حفل اختتام برنامج الفعاليات الشعبية في مهرجان أبها للتنشيط السياحي عام 1434ه في الساحة الشعبية بحي الخالدية بأبها
تبسَّم فإنَّا ننتشي حينَ تبسمُ
وأشرق فإنَّ الشِّعرَ دونَكَ مظلمُ
وعطِّر مساءَ الشِّعرِ مسكًا معتَّقًا
فإنَّكَ روضٌ بالفضائلِ مُفعَمُ
ووزِّع على الأرجاءِ ظلَّك تبتهج
فإنَّك أطيافٌ من العزِّ تُرسمُ
ولوِّن أمانينا بكلِّ خميلةٍ
بها الطَّيرُ يشدو والرُّبَى تتهندمُ
ووقِّع على أسماعِنا نغمةَ العلا
فلفظُك قيثارُ السموِّ المنغَّمُ
وغِث لغـتي فالقولُ دونكَ ممحِلٌ
وقافيتي عطشى ووجهُك زمزمُ
وأسقِ الثَّواني من حضوركَ رشفةً
فإنَّ الثواني في رحابِكَ أفخمُ
وفتِّق خيالاتي وأشعل مشاعرِي
فإنَّ القوافي في دمائي عرمرمُ
ركبتُ إليكَ الشمسَ لا أبتغي بها
بديًلا ومالي عندَ غـيرِكَ مَقدَمُ
وإن لم أكن سيفًا بيمناكَ صارمًا
فإنيَ في يمـنى سواكَ مُثَلَّمُ
وإن لم يكن شعري فصيحًا بمدحِكم
فإنَّ مديحي في سواكم لأعجمُ
وإن لم يسل سحرًا لساني هنا هنا
غدا في سواكم عاجزًا يتلعثمُ
فوالله لولا أنَّ في النَّاسِ سادةً
بأفعالِهم تُسقى القوافي وتُطعَمُ
لما غرَّدت قُمريةٌ في دواخلي
فقلـبي على ألحانِها يـترنمُ
فيا كوثرَ المجدِ الذي من حياضِهِ
تُرَوَّى القوافي الظامياتُ فتسنَمُ
ويا سدرةَ العزِّ الـتي في ظلالِها
تناخُ القوافي الساعياتُ فَتُكُرَمُ
أتيتُكَ من أقصى المدينةِ ساعيًا
وقلـبي عن الدنيا أصمُّ وأبكمُ
وتَحتَ لساني لامرئ القيسِ مجلسٌ
وما بينَ أضلاعي قريشٌ وجرهمُ
وإني لإنسيُّ القوافي فصيحُها
وقلـبي بِصَيدِ اليعربياتِ مغرمُ
فلستُ كمن تحثو لهُ الجنُّ شعرَهُ
وتجثو على آذانِهِ وتهينمُ
إذا قلتُ (باسمِ اللهِ) فاضت قريحـتي
بيانًا بما شاءَ الفؤاد المتيَّمُ
بغارِ حراءٍ قد نظمتُ قصائدي
وأشعارُ غـيري لا تسل: أينَ تُنظمُ ؟
وطفتُ ببيتِ اللهِ والشِّعرُ في دمي
فما زال قلـبي في حـمى اللهِ مُلهَمُ
وجئتكُ حبًّا للعلا يا أبا العلا
ويا من لهُ من ظلِّهِ العِزُّ ألزمُ
خُلِقتَ كريمًا فطرةً لا تكلُّفًا
وما لكَ إلا أنتَ في الجودِ توأمُ
بوجهِكَ آفاقٌ من الخـيرِ رحبةٌ
وسِيما وجوهُ الناسِ كالرزقِ تقسمُ
فيا ابنَ أبي الخـيراتِ ما زلتَ جنَّةً
بها كلُّ وصفٍ صالحٍ يتنعَّمُ
ويا ابنَ أبي الخـيراتِ ما زلت أمَّةً
بها كلُّ جيلٍ طامحٍ يتعلَّمُ
ويا ابنَ أبي الخـيراتِ ما زلت قِمَّةً
بها كلُّ عزٍّ من يدِ الجور يعصمُ
وما زالت الأمجادُ خضاعةً لكم
فأنتم إذا قلَّ المجيبونَ أنتمُ
1429هـ، أبها