ألقيت أمام الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة عسير، في حفل افتتاح ملتقى الشباب الخليجي، الذي أقامته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في متنزه الفرعاء في ضواحي أبها.
قفا نبتهج في سفحِ أبها ونرفلُ وقفتُ بأبها يا امرأَ القيسِ ضاحكًا ولو أبصرت عيناكَ أبها وحسنَها ولو كنتَ مثلي يا امرأَ القيسِ عاشقًا لما كنتَ يومَ البينِ ناقفَ حنظلٍ فشتانَ ما بيـني وبينكَ واقفًا وقفتَ على سِقطِ اللوى حينَ أقفرت ترى بعرَ الآرامِ في عرصاتِها شفاؤُكَ فيها عـبرةٌ مُهَراقةٌ وإنَّ شفائي يا امرأَ القيسِ وقفةٌ على سيدي مـنِّي السلامُ يزفُّه يسيلُ هواكم في فؤادي فأرتوي سنابلُ شعرٍ في مروجٍ وقفتُها أبلُّ صدى عيـنيَّ من وجهِ سيدي أراه وهالاتُ الجلالِ تحوطُهُ وأخشى على هذا الجلالِ الذي أرى أحبُّكَ يا ابنَ النورِ حبَّكَ للعلا أحبُّكَ والحرمانُ والبعدُ فيهما ألفتُهما لـمَّا رأيتكَ سيدي تؤَلِّفُ أضدادَ الغرامِ قصيدةً سألتَ قديمَ الغوصِ في لجَّةِ الهوى تعلَّمتُ من أستاذِ عمرِك فطنةً بها أجعلُ البعدَ القصيَّ سياحةً بعمركَ، أجـني منهُ كلَّ فضيلةٍ فلا عجبٌ في أن يحبَّكَ غانمٌ ولا عجبٌ في أن يحبَّكَ من دنا شفيعي بلقياكم ثباتي على الهوى فما التذَّ بالحرمانِ إلا متيَّمٌ فخذ قبلـتي وأذن لها يا أميرَها أمـيري (وماذا لو)&& خصصتَ بهذِهِ أذنتَ لأوقدتَّ الفصاحةَ في فـمي أنيخُ القوافي عندَ بابِ ابنِ فيصلٍ وأُرضي القوافي الراقصاتِ بمدحِهِ إلى سيِّدٍ تكسوهُ بالعزِّ نفسُهُ يَمِـيزُ خيارَ الشعرِ من ترَّهاتِهِ ويجمعُ أهدابَ الرؤى في يمينِهِ فراسةُ روحٍ لا تضلُّ، بمثلِها وألبسنا عزًّا فآثرنا بكم على فيصلٍ من كلِّ ألطافِ ربِّهِ إمامٌ بنورِ اللهِ يبصرُ قلبُه تجلَّى لأبها قبلَ خمسينَ حِجَّةً وراح يناجي نفسَهُ في مظفَّرٍ فكنتَ لها لما تغشَّتكَ همةٌ تنقَّاك من بينِ السيوفِ بنفسِهِ نشأتَ على حملِ المهمَّاتِ يافعًا وأدركتَ نبعَ الرشدِ في زهرةِ الصبا قبلتَ عسيرَ الأرضِ إذ كنتَ مولعًا عصتها كؤوداتُ المسالكِ فانقضى وأقدمتَ فاستلقى ومدَّ جناحَهُ وقفتَ بها في أوَّلِ الدَّربِ صامتًا وأطعمتَها أيَّامَ عمرِكَ راضيًا فنوَّلتَها ما لا ينالُ من العُلا على جسمِهِ جارت طموحاتُ نفسِهِ ثلاثونَ عامًا، بل تزيدُ تتابعت لتكسوَ أبها حلَّةً كلَّ ليلةٍ فليتَ شهيدًا في ثرى العودِ قـبرُهُ ليعلمَ أنَّ الشمسَ أوفت بوعدِها وأنَّ فروعَ الليلِ في كلِّ عُقدةٍ وأنَّ قُرًى بالأمسِ شاهدَها هنا غدت لوزةَ الدنيا وتفاحةَ الندى بها اجتمعَ البيتُ الخليجيُّ كلُّه دعاةً إلى دينِ السَّلامِ، إمامُهم وقد برئوا للهِ من كلِّ فتنةٍ بـبرجينِ شاخا في نيويوركَ هُدِّما تلظَّت على الأفغانِ نارٌ محيقةٌ بـبرجينِ أهدى الدولتينِ إلى الردى فُعالةُ مدفونًا بأمعاءِ حفرةٍ بدا منهما للنَّاس تاجٌ وعِمَّةٌ معادلةٌ يشقى اللبيبُ بمثلِها وأعجبُ منها أنها هيَ لم تزل أتعدلُ جنديينِ في الأسرِ قُيِّدا بألفِ قتيلٍ بالليالي وما بنت معادلةٌ أخرى شقينا بجورِها ذرائعُ يهديها الشقيُّ لخصمِهِ وترضى جماهيرُ الغثاءِ بفعلِهِ وتبكي وقوفًا كامرئِ القيسِ عندَها ألا تستحي من قلَّةِ العقلِ أمَّةٌ أباها لنا اللهُ العليُّ فإنَّنا بكم يا سعودَ المستجيرِ وأمنَهُ نضمِّدُ في صمتٍ جراحَ شقيقِنا ويشهدُ تاريخُ الرجالِ بأنَّنا |
1427هـ، مكة المكرمة