الحقد القديم

على إثر الرسوم المسيئة لمشاعر المسلمين، المستهزئة برسولهم الكريم، صلى الله عليه وسلم، وانتشار ثقافة مقاطعة المنتجات الأوروبية آنذاك بين الشعوب الإسلامية.

نـبيَّ الهدى لم ينقضِ العهدَ مُسلِمُ

وصلَّى عليكَ المتَّقونَ وسلَّموا

عليكَ صلاةُ اللهِ تأتيكَ رطبةً

مُكلَّلةً بالحبِّ مـنِّي ومنهمُ

عليكَ سلامُ اللهِ يسعى معطَّرًا

إليكَ حبيبَ اللهِ عـنِّي وعنهمُ

أحبُّوكَ حُبَّ الـمُخلَصينَ، محبةً

بها العيشُ أزهى في القلوبِ وأفخمُ

محبةَ صدقٍ لا تُساوَى فريدةٌ

سوى أنَّ حبَّ اللهِ أعلى وأعظمُ

فيا قائدَ المليارِ، مليارُ مسلمٍ

لكَ انتفضُوا حبًّا وضجُّوا وأبرموا

عهودًا على الحبِّ القديمِ مقيمةً

وبَرُّوا بأيمانِ الولا حينَ أقسموا

يهزُّهم الحبُّ المقدَّسُ هزةً

(أوروبا) بها ثكلى تصيحُ وتلطمُ

رأت صدقَ حُبٍّ لم تَرَ الأرضُ مثلَهُ

عصيٌّ أبِيٌّ راسخٌ متقدِّمُ

رأت وحدةَ الإسلامِ هبَّت فتيةً

علي حينِ ظنتها رمادًا يُكَوَّمُ

رأت غضبةً من نارِ مليارِ زفرةٍ

تلظَّى هنا حـتى تلظَّى جهنمُ

وما ضرَّهم منها كسادُ تجارةٍ

كما ضرَّهم منها القرارُ المصمِّمُ

وما ضَرَّنا لو أنَّه حقدُ راسمٍ

ولكنَّه الحقدُ القديمُ المنظَّمُ

فيا ريشةً هزَّت حمانا بحبرِها

فعلتِ الذي لم يفعلِ السيفُ والدمُ

وحرَّكتِ في الآفاقِ مليارَ غَضبَةٍ

(أوروبا) بها في كِبرِها تتلعثمُ

وأَطبَقَت الراياتُ حولَ محمَّدٍ

يسيرُ بها عيسى المسيحُ ومريمُ

وقد برئَا للهِ منها وأهلَها

جهارًا، ودينُ الله أقوى وأقومُ

وضجَّت فجاجُ الأرضِ للهِ ضجَّةً

أرى النصرَ في أثنائِها يتبسَّمُ

فأيَّامُنا حُبلَى بمولودِ عِزَّةٍ

يعيدُ إلى الدنيا السلامَ فتُسلِمُ

هنا، من هنا من أرضِ طَهَ سرى الهدى

فضاءَ بهِ بدرُ السلامِ الـمُتَمَّمُ

هنا، من هنا نادى الخليلُ فجاوبت

نداهُ شعوبٌ بالمحبَّةِ تحلُمُ

هنا، من هنا في سالفِ الدهر فُجِّرَت

بأقدامِ إسماعيلَ بالطهرِ زمزمُ

هنا، من هنا أعلَى بلالٌ أذانَهُ

بهِ كلُّ شيءٍ خلفَه يـترنَّمُ

1427هــ ، مكة المكرمة