فخر المقعدين
في رثاء الشيخ المقعد أحمد ياسين، رحمه الله، الذي قصف وهو في كرسيه المتحرِّك خارجًا من المسجد بعد أداء صلاة الفجر، بثلاثة صواريخ من طائرة (أباتشي) إسرائيلية، في عملية أشرف عليها بنفسه رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك (آرئيل شارون)
بُشراكَ بُشرى بجناتٍ وأنهارِ
بكوثرٍ في فؤادِ الخُلدِ موَّارِ
بُشرى على عتباتِ الفجرِ قد وقفت
ترنو إليكَ بإجلالٍ وإكبارِ
وقد ملأتَ عروقَ الليلِ أوردةً
ريَّا تمورُ بتسبيحٍ وأذكارِ
وودَّعتكَ صلاةٌ قد سريتَ لها
وصادقُ العشقِ سارٍ أيَّما ساري
تزورُها وعيونُ الليلِ مُسدِلةٌ
عليكَ هُدَّابَ جفنيها بأستارِ
وتنثـني ومآقي الصبحِ مغريةٌ
عليكَ هُدَّابَ جفنيها بأستارِ
حـتى إذا ما غدت أنباءُ زورتِهِ
يشي بها زامرٌ في جمعِ سُمَّارِ
حفَّتهُ بالبشرِ أحقادُ اليهودِ كما
حُفَّ الخليلُ بـبردٍ من فمِ النارِ
طارت بأشلائِهِ النـيرانُ فارتفعت
من بينِها الروحُ في أكفانِ أنوارِ
بُشرى الشهادةِ في أشلائِهِ اجتمعت
عزًّا للقياهُ يهفو كلُّ مِغوارِ
فاهنأ ببيعِكَ، سوقُ اللهٍ رابحةٌ
والخلدُ لا تُشترى إلا بأعمارِ
أشلاءُ (جعفرَ) يا (يس) قد جُمعت
في جعفرٍ في ظِلالِ الخُلدِ طيَّارِ
كأنني بكَ في الفردوسِ صاحبُه
تطيرُ بينَ مصابيحٍ وأقمارِ
بعدَ القعودِ الذي فينا أقمتَ بهِ
عرسَ الرباطِ على نهرِ الفدا الجاري
عزيمةٌ صالَ (فخرُ المقعدين) بها
سبعينَ عامًا بزندٍ الهمَّةِ الواري
فليسَ في صِحَّةِ الأطرافِ منفعةٌ
ما لم تشيَّع بإخلاصٍ وإصرارِ
فَدَّيتُ كرسيِّكَ السيَّارَ يا أبـتي
بكلِّ آخرَ فوقَ الذلِّ دوَّارِ
وكم هو الفرقُ إن أنعمتَها نظرًا
في العزمِ ما بينَ دوَّارٍ وسيَّارِ
1425هـ، أبها