أهذا كلُّه من دين طَهَ!
ألقيت أمام الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، في الصالة الملكية بالخالدية في أبها، ثم أعيد إلقاؤها أمام الأمير نايف بن عبد العزيز في مجلسه بوزارة الداخلية بالرياض مع وفد كبير من شيوخ منطقة عسير وأعيانها، لتهنئته بنجاح عملية (مداهمة الرس) التي استمرت 11 ساعة، حوصر فيها وكر إرهابي ملاصق لمدرسة ابتدائية للبنات، فيها 93 طالبة و13 معلمة، حيث تمكن رجال الأمن من إخلاء المدرسة دون وقوع أي إصابة، وقتل الإرهابيين الخوارج الستة، في واحدة من أنجح عمليات المداهمة وتحرير الرهائن في العالم
لأبها من وصالِكَ كلَّ عامِ
ختامُ المسكِ يا مسكَ الختامِ
وتنتظرُ اللقاءَ بقلب صَبٍّ
بهِ شوقُ المحبِّ المستهامِ
تبسَّم ها هنا ولسوف تسعى
إليك بكلِّ دلٍّ واحتشامِ
ويمناها تلوِّح من بعيدٍ
بأغصانِ الأراكةِ والبشامِ
وترفلُ في حماك بثوبِ حسنٍ
فتلقاها ببشرٍ وابتسامِ
تبسَّم سيدي قد هزَّ أبها
حنينٌ من تباريحِ الهيامِ
لكي يلهو النسيمُ بوجنتيها
ويسقي روضَها صوبُ الغمامِ
أتينا باسمِها والحبُّ دَينٌ
لسلطانِ القلوب على الدوامِ
يحبُّك كلُّ شيء في حِماها
ويسعى بالتحيَّةِ والسلامِ
أميراها& وكلُّ شذًى وطيبٍ
بسودتها وأفئدةُ الأنامِ
فهاك من الجميعِ قطافَ حبٍّ
تخيرناه من روضِ الغرامِ
بحبٍّ صادقٍ من كلِّ قلبٍ
يُزَفُّ إلى الإمامِ ابنِ الإمامِ
وتهنئةٍ بنصرِ اللهِ تترى
تُزَفُّ إلى الهمامِ ابنِ الهمامِ
بكم أمن الحجيجُ ببطنِ وادٍ
ولبَّوا في مشاعره العظامِ
وطافوا بالبَنِيَّة في خشوعٍ
وصلوا بينَ زمزمَ والمقامِ
وقد رفعوا أكفًّا داعياتٍ
لكم بالنصرِ من تلكَ الخيامِ
دعاءً خالصًا من كلِّ فجٍّ
يسيرُ بذكرِكم في كلِّ عامِ
ففي تلكَ الرحابِ لكم أيادٍ
مبشرةٌ بعزٍّ مستدامِ
نصرتم حوزةَ الإسلامِ حتى
تقشَّع ما اعتراه من القتامِ
هنيئًا قد تخيَّركم لهذا
إلهٌ عندَه علمُ الكرامِ
وحمَّلكم أمانتَهُ فقمتم
بها يا سادتي أوفى قيامِ
وتوَّج خادمَ الحرمينِ عزًّا
وألبسه بها أعلى وسامِ
وسدَّده فأيَّده برأي
مصيبٍ لا يضلُّ عن المرامِ
إمامٌ في الزمان الصعبِ ثبتٌ
وصلبٌ في حوادثِهِ الجسامِ
لهُ من خدمةِ الإسلامِ جاهٌ
وأوسمةٌ تجلِّ عن الكلامِ
وساندهُ على نيلِ المعالي
جناحاهُ الشغوفةُ بالتسامي
فعبدُاللهِ يرعى عهدَ فهدٍ
وسلطانٌ يذودُ عن الذِّمامِ
تسوسون الأمورَ بكلِّ حزمٍ
وإخلاصٍ وعزمٍ واهتمامِ
لكم منا الولاءُ ولاءَ صدقٍ
على سَوقِ النفوس إلى الِحمَامِ
ولاءٌ لا يغيِّرهُ زمانٌ
وليس يلينُ في المحنِ الضِّخامِ
سنحمي دارَنا من كلِّ باغٍ
وطاغيةٍ بحزمٍ والتحامِ
بأنهارِ الدماءِ سنحتميها
وكثبانِ الجماجمِ والعظامِ
عهودٌ صامداتٌ من رجالٍ
يروعون المنيِّة باقتحامِ
رجالٌ يسهرون لأمنِ دارٍ
براءٍ من مواطنةِ اللئامِ
فقد نالت رضا الرحمنِ عينٌ
لها سهرٌ على أمنِ النيامِ
سنقتلعُ الخوارجَ من ثراها
ونبترُ داءَهم بترَ الجُذامِ
فمكةُ في الشريعةِ دارُ أمنٍ
يحرَّم فيهِ ترويعُ الحَمَامِ
فكيف بهزِّ أمنِ الناسِ فيها
ضيوفِ اللهِ في ذاكَ المقامِ؟
وقتلُ النفسِ عندَ اللهِ جرمٌ
عظيمٌ لا يحلُّ بلا لزامِ
فكيفَ بقتلِ نفسٍ قد أنابت
إلى الرحمنِ في الشهرِ الحرامِ؟
أهذا كلُّه من دينِ طه
أهذا نهجُ نُسكٍ والتزامِ؟
إذا لم تُرعَ للمولى حدودٌ
فما نفعُ الصلاةِ أو الصيامِ؟
لقد تبعوا خطا الشيطانِ حتى
تولاهم فباؤوا بالأثامِ
لهُ شدُّوا الرحالَ إلى بلادٍ
ولوداتٍ بأنواعِ السقامِ
بها رضعوا التطرُّفَ ثم عادوا
إلى أرضِ الهدى قبلَ الفطامِ
وسيفُ أبيكَ يفطمُ كلَّ باغ
برضعاتٍ من الموتِ الزؤامِ
حسامٌ من سيوفِ اللهِ ماضٍ
توارثَهُ حسامٌ عن حسامِ
فهزَّ السيفَ سيفَ أبيكَ تهوي
بنورِ جلالِهِ كتلُ الظلامِ
ودم للعزِّ والإسلامِ ذخرًا
وللعلياءِ يا بدرَ التمامِ
وعن أبها وساكنِها وقلـبي
أثـني بالتحيةِ والسلامِ
1424هـ، أبها
& الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير ونائبه آنذاك الأمير فيصل بن خالد