غربة الأقصى
أأقصانا أليسَ لنا مجيبُ
كلانا أيُّها الأقصى غريبُ
أنا ابنُك والشهادةُ حلمُ عمري
أتيتُ وفي يدي حَجَرٌ مصيبُ
(غريبٌ) ملَّ دنياه ازدراءً
وضاقَ عليهِ مبسمُها الرَّحيبُ
ومن كانت لهُ نفسٌ كنفسي
فليسَ لهُ من الدنيا نصيبُ
أأطربُ للحياةِ وأهتنيها
وذلُّ المسلمين لها يطيبُ
أأطربُ للحياةِ وليس فيها
لسيفِ اللهِ خالدُه المهيبُ
أأطربُ للحياةِ وتلكَ ليلى
وهذا وجهُ عفَّتِها كئيبُ
(غريبٌ) قالها الأقصى فماتت
على شفتيهِ، لا أحدٌ يجيبُ
(غريبٌ) غربةَ الإسلامِ فيهِ
وإفكُ الغاصبينَ بهِ خصيبُ
تصيحُ مآذنُ الإسلامِ فينا
أليس لكم بهِ وطنٌ سليبُ
شفاهُ مدافعٍ تدعو لسلمٍ
وصلحُ مَنافعٍ يرعاهُ ذيبُ
وكم من طفلةٍ ذلَّت وشيخٍ
لهُ في ليلِ ذِلَّتهِ دبيبُ
وكم أمٍّ لها والليلُ دانٍ
على أطفالِها القتلى نحيبُ
وكم بطلٍ تمنَّى الموتَ حبًّا
ودونَ مناهُ قد حالَ القضيبُ
فيا مليارَنا من كلِّ شهمٍ
صلاحيٍّ لهُ قلبٌ منيبُ
أيهتفُ مسجدٌ في القدسِ عانٍ
إليه سرى محمدُنا الحبيبُ
ولم يشرق على العدوانِ منا
نهارٌ عاصفٌ شَرِهٌ مُشِيبُ
يعودُ به حمى الأقصى عزيزًا
ويُجلى عنهُ غاصبُه الغريبُ
ونبعثُ بالأذانِ هناكَ عهدًا
(تلاميدُ) اليهودِ بهِ تغيبُ
ونسقي مغرسَ الزيتونِ فيها
ومنهُ يظلِّنا غصنٌ رطيبُ
ونحرقُ غرقدًا غرسوه خوفًا
تقزَّز من مرارتِهِ الكثيبُ
سألتكَ خالقي حقِّق رجائي
فمن يدعوكَ ربي لا يخيبُ
1421هـ، أبها