حزن

في رثاء العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله

على وترِ الأحزانِ تعزفُ أزماني

فتنتحرُ الآمالُ في موجِ أحزاني

ففي كلِّ يومٍ لي من الحزنِ واعظٌ

يجوِّدُ في رَوعي تراتيلَ حرماني

لأحيا وحزني من لوازمِ عيشتي

كثوبي كأنفاسي كشعري كخلاني

يموتُ على ثغري سرابُ ابتسامتي

وتهجرُ عيني الدمعَ والدمعُ سلواني

فيا ليت أنَّ الدمعَ يسعفُ مقلتي

ويطفئُ نارًا في معاقدِ أجفاني

ويا ليت أنَّ الشِّعر يبحرُ كلَّما

تلاطمَ موجُ الحزنِ في بحرِ وجداني

ولكنَّه إن أخلصَ الحزنُ خانني

وأعرض عني في جَفاءٍ وخلَّاني

أنادي وفي نفسي من الحزنِ صارخٌ

فيُسلمني للضيقِ بوحي وتبياني

فمن مُسعفي إن لم تُعنِّي يراعتي

بحزني فتحسو من همومي وأشجاني

وإني مع هذا ألِفتُ مواجعي

فعمَّرتُ بالأحزانِ عالميَ الثاني

صبورٌ إذا الدُّنيا تغيرَّ وجهُها

وساءت مع الأيامِ صِحبةُ أزماني

تهونُ على نفسي جميعُ مصائبي

سوى أنَّ موتَ الشيخِ هدَّ كياني

1421هـ، أبها