حَوَر الولاء

ألقيت أمام الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، في أثناء زيارة استطلاعية لمحافظة النماص عند توليه هيئة السياحة، افتتح خلالها مركزًا لغسل الكلى بمستشفاها العام

طارت من الشوقِ لما جاءها الخبرُ

وطاب فيها وقد يمَّمتَها السَّمرُ

تاقت إليكَ ونارُ الوجدِ موقدةٌ

في جفنِها ينتشي من أجلِكَ السَّهرُ

وناشدتني بأن أشدو فأطربني

بنغمةِ الحُبِّ من قيثارِها الوَتَرُ

أرضٌ بحبِّكَ يا إكليلَ عزَّتِها

عزَّت وباكرها في دارِها الظَّفَرُ

غارت عليكَ، فلا تعجب لغيرتِها

أليس شاركها في حبِّكَ القَمَرُ؟!

هجرتَها راحلًا نحو الفضاءِ وفي

أعماقِهِ لذوي الأبصارِ معتبرُ

أتيتَهُ بكتابِ اللهِ فابتهل الـ

ـفضاءُ إذ تُلِيَت في جوفِه السُّورُ

نِعم الرفيقُ الذي أحببتَ صحبتَهُ

ذاكَ الجليسُ الذي يحلو بهِ السَّفَرُ

بهِ أضاءَ الفضاءُ الرَّحبُ مبتهلًا

لا لم يزره كما قد زرتَه بَشَرُ

يا مرحبًا ورحابُ القلبِ واسعةٌ

مثلَ الفضاءِ وفيها يُحسر البَصَرُ

يا مرحبًا ردَّدَتها في النَّماصِ لكم

قلوبُ سكَّانها والماءُ والشَّجَرُ

يا مرحبًا ما همى طَلٌّ على ورقٍ

وما تحجَّبَ في أعطافِهِ الثَّمَرُ

وما أفاقت بنورِ الشمسِ أعينُها

وما تثاءبَ في أحداقِها السَّحَرُ

يا من تخطَّت حدودَ الأرضِ همَّتُهُ

ولم يثبِّطه عن أحلامِهِ الحذَرُ

ورثتَ ذلكَ عن عبدِ العزيزِ فقد

دانت لهمَّتِهِ في طاعةٍ مُضَرُ

أتى الجزيرةَ والنسيانُ يخنقُها

وقد تغلغلَ في أضلاعِها الخَوَرُ

فراودتهُ فغاداها وباكرها

ببلسمِ الدِّين حتى جازَها الخطرُ

(الله أكبرُ) خفقٌ بين أضلعِهِ

بهِ يجاهدُ في تقوىً فينتصرُ

حتى أقامَ لدينِ الله مملكةً

بالنورِ فوقَ جبينِ الأرضِ تنهمرُ

وراحَ في كفنِ التقوى وبردتِها

وخلَّفَ العرشَ للحُفَّاظِ فاتَّزروا

بخدمةِ الدينِ شدُّوا أزرَ دولتِهم

وبكَّروا في حمى الإسلامِ وابتكروا

من أسرةٍ قد أرادَ اللهُ عزَّتَها

وهل يُردُ قضاءُ اللهِ والقدَرُ؟

تحلو بأحيائِهم دنيًا نعيشُ بها

وتلثُمُ الأرضُ موتاهم إذا قُبِروا

كم ضمَّت العودُ & في مُبتُلِّ طينتِها

من زائرٍ ينتشي من طِيبهِ المدرُ

تغشى السكينةُ أرضًا هم بداخِلها

وجنةُ الخلدِ مأواهم إذا نُشروا !

ونحن من بعدِهم والعزُ متَّصِلٌ

في عهدِ فهدٍ بهِ العلياءُ تفتخرُ

يا خادمَ الحرمينِ اليومَ قد ذُهِلَت

من طيبِ سيرتِكَ الميمونةِ السِّيرُ

نعم، ويمناه (عبدُالله) متشحًا

بالمجدِ لا عوجٌ فيهِا ولا زَوَرُ

نعم، وسلطانُ والأيامُ شاهدةٌ

غيثٌ همى لمن احتاجوا أو افتقروا

منَ الرياضِ يسوسونَ الأمورَ على

نورٍ من الشرعِ لم تعبث بهِ الغِيَرُ

وللرياضِ سنًا بين العواصمِ قد

زهت بهِ وحياضُ السَّبقِ تُبتدرُ

عرسُ الثقافةِ&& أضحت تاجَ هامتِهِ

وغُرَّةٌ تتلاشى عندَها الغُرَرُ

تُزاحِمُ السُّحُبَ العُليا وما نسيَت

أيامَ كانَت رِمالًا سقفُها وَبَرُ

أصالةٌ نُسِجَت من قلبِ عاشقِها

(سلمانُ) والبِرُّ من يمناه منهمرُ

وجهٌ من العِزِّ قد صِيغت ملامحُه

مؤيَّدٌ، راسخُ الإيمانِ، مقتدرُ

عزُّ الإمارةِ، ذُخرُ الحكمِ، هيبتُه

بادي الوقارِ، محيطٌ كلُّهُ دُرَرُ

أفدي بنفسي وأنفاسي وقافيتي

تلك الوجوهَ التي يُسقى بها المطرُ

وأنتَ شمسٌ من الإحسانِ ساطعةٌ

في كلِّ أرضٍ ومنها يُسرَجُ العُمُرُ

إنَّ المعاقينَ لـمَّا كنتَ والدَهم

نسوا مآسيهمُ العظمى وما شعروا

والعاجزونَ وقد ضاقَ الفضاءُ بهم

والغاسلونَ الكِلى والموتُ منتظرُ

لما رأوا برَّك الحاني وقد وردت

غيوثُهُ نحوَ أرضٍ هم بها شكروا

فاهنأ بدعوةِ طفلٍ منكَ بسمتُهُ

ودعوةٍ من شفاهٍ هدَّها الكِبَرُ

يا صاحبَ المنزلِ الأسمى وقفتُ هنا

باسمِ الجميعِ أُحَيِّيكم وأعتذرُ

فالشعرُ يعجز عمَّا في ضمائرِنا

من المحبِّةِ والألفاظُ تفتقرُ

في بقعةٍ ملأت عينَ الولا حورًا

والعينُ أجملُ ما فيها هوَ الحورُ

أرضٌ إذا قيستِ البلدانُ قدَّمها

حسنٌ أصيلٌ وبعضُ الحسنِ مؤتجرُ

ترنو لعزٍّ سياحيٍّ يليقُ بها

إنَّ النَّماصَ لذاك اليومِ تنتظرُ

بكَ السياحةُ قد نالت مطالبَها

واستبشرت إذ أتاها باسمك الخبرُ

أرضٌ بها نحوَ آفاقِ العُلا شَغَفٌ

فانظر لها يا أمـيري كلُّكم نظرُ

1420هـ، النماص

& مقبرة عامة في الرياض فيها قبر الملك عبد العزيز ومعظم أبنائه، رحمهم الله && إشارة إلى اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، آنذاك