ك ف ن

استيقظت من النوم وكتبتها في أوراق وعدت إلى النوم ثانية دون وعي، وكنت قبل نومي تعرضت لألم عاطفي فظيع

إيهِ يا مرآةُ ما تلكَ الطُّعُون

إيهِ يا مرآةُ قولي: مَن أكون

وإلامَ النَّفسُ تشدو بالأسى

نغماتٍ طمرت كلَّ الفُنُون

وإلامَ الحُزنُ يلهو هازئًا

فوقَ وجهٍ أعشبت فيهِ الظُّنُون

أورقت في طِين هَـمِّي هِمَّـتي

والمآسي عابثاتٌ بالغصون

قلتُها فاستوقفتني عـبرةٌ

ضمَّها الليلُ بأهدابِ السُّكون

صمتَت مرآةُ حزني عندما

نطقت منها تقاسيمُ الجنون

وأجابتني مآسيَّ الـتي

كلَّ يومٍ ولها عنديِ شُؤون

“أنتَ خفقاتُ فؤادٍ والهٍ

أنتَ دمعٌ حائرٌ بين الجفون

أنتَ عشقٌ في شرايينِ الأسى

مُتعَبٌ كالنَّبضِ في القلبِ الحَنُون

أنتَ ماءُ الحُبِّ في نارِ الجوى

أنتَ سَعدٌ يملأُ الدنيا شجون

أنتَ ثوبٌ شفَّ عن طُهرِ الهوى

أنتَ نجوى كلِّ مشتاقٍ فتون

أنتَ خلدُ الحُبِّ في جناتِهِ

كوثُر الُحزنِ وفردوسُ المنون

حُلُمٌ أرجتهُ دنيانا لنا

عجبًا، كيف لهت عنكَ السنون

يا لسانَ العشقِ يا ديوانَه

يا أبا العشاقِ فيما يذكرون

في لغاتِ الحُبِّ أحلى منطقٍ

خِلسةُ النظراتِ ما بينَ العيون

هكذا الحبُّ لذيذٌ ذكرُهُ

فحديثُ الحبِّ دومًا ذو شجون

هكذا قالت وصمتي في دمي

نغمةٌ ضائعةٌ بين اللُّحون

فانتزعتُ الوجهَ منها هاربًا

نحوَ (ك) نحوَ (ف) نحوَ (ن)

1420هـ، أبها