كؤوس الغبن
في رثاء العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله
جادت لهُ بمدادِ الحزنِ عيناها
أسىً وقد فارقت يمناهُ يمناها
من بعدِ تسعينَ جَدَّ البينُ فافترقا
فهدَّها الحزَنُ الباغي وأضناها
فمَن لأُمٍّ كفيفِ الطرفِ قد فقدَت
وحيدَها الـبَرَّ لـمَّا شاب قرناها
مَن للكفيفةِ قل لي بعدَ قائدِها
قد كان نورًا بهِ تقتاتُ عيناها
تاهت وفي ثوبها أشلاءُ همَّتِها
وكفُّها بارتجافِ العجزِ عنَّاها
يا أمةً فقدت أنوارَ عالَـمِها
وماتَ في موتِهِ قنديلُ سُكناها
واستوحشت بعدَهُ أرضٌ نعيشُ بها
تبكيهِ حـتى كأنَّا ما سكناها
للهِ صحبتُه ما كانَ أعذبَها
للهِ أقمارُهُ ما كانَ أسناها
إنَّا شربنا كؤوسَ الغَبنِ داهقةً
لما فقدناه حقًّا واحتسيناها
1420هـ، النماص