شِمال

كتبت في تكريم علَّامة الأزد الإمام محمد بن عبد الله بن ناشع، المدير الأسبق لإدارة التربية والتعليم بمحافظة النماص، وقد خلقه الله بيدٍ واحدة، فصنع بشماله العجائب، وألقيت أمامه في حفل أقيم في مدينة النماص، اجتمع فيه مديرو التعليم في جميع مناطق المملكة لتكريمه

نظمتُ القوافي من مدادِ مواجعي

ومن نبضِ قلبي وانسكابِ مدامعي

ومن آهتي ، والليلُ كالصمتِ ، ظاهرًا

وباطنُه فيه التطامُ الصواقعِ

وللشِّعرِ ليلٌ من سرى فيه رابَهُ

صراخُ رعودٍ من سياطٍ لوامعِ

يكادُ سنا برقِ القوافي إذا بدا

يشقُّ جبينَ الليلِ بين جوامعي

فطاولتُهُ حـتى تنفَّسَ صبحُهُ

حمدتُّ السُّرى لـمَّا هجرتُ مضاجعي

وبرقَعتُ شعري بالعفافِ وبالتقى

فغضَّ احتشامًا عن ذواتِ البراقعِ

فشعري عظيمٌ للعظيمينَ عشقُهُ

وليس لمن لا يستحقُّ بخاشعِ

وقد فازَ هذا الشعرُ بالعزِّ عندما

أنختُ القوافي في رحابِ ابنِ ناشعِ

كستهُ أيادي العلمِ أثوابَ عزةٍ

فليسَ لها طولَ الزمانِ بخالعِ

وأُودِعَ في أثوابِهِ كلُّ رفعةٍ

فطَلَّ على الدنيا كتلكَ الطوالعِ

ولكنَّها إن يشرقِ الصبحُ تختفي

ويزهو بنورٍ في ضحى الشَّمسِ ساطعِ

بهِ تشرقُ الأيامُ والفخرُ كله

به انفردت (صعبانُ)& بين المواضعِ

بمثلكَ جاءتنا مقاديرُ ربِّنا

بلطفٍ وإنعامٍ على النَّاسِ واسعِ

كبـيرٌ ولم يظفر بكَ الكِبرُ لحظةً

لأنَّكَ نورٌ في عيونِ التواضعِ

كريمٌ يسرُّ الضيفَ صفحةُ وجهِهِ

وصحفةُ عِلمٍ نادرِ الدَّرِّ نافعِ

يقدِّمها من قبلِ تقديم ضيفِهِ

إلى مَطعَمٍ مِن طيِّبِ الكسبِ جامعِ

فيصدرُ عنهُ الضيفُ ريَّانَ شابعًا

وليس من الأولى الكَنازِ بشابعِ

لأيمانِنا فخرٌ بلقيا شمالِهِ

إذا جمعَت لقياهُ بين الأصابعِ

شمالُكَ يُمنٌ لحمُهَا وعظامُهَا

تقرُّ لها الأيمانُ إقرارَ خاضعِ

وجَلَّت عن الدنيا يمينُك إنَّها

ستلقاكَ في تلكَ الجِنَان الروائعِ

فتعلمَ يا بدرَ التمامِ بأنَّه

من الخـيرِ أن ظلَّت بتلكَ البدائعِ

وأن لم تِعِش دنيا من النَّقصِ كُوِّنت

وأن لم تُصَافِح كفَّ خِبٍّ وطامعِ

1420هـ، النماص

& اسم قرية الشيخ ابن ناشع في الظهارة في ضواحي محافظة النماص