مناجاة

ألقيت أمام الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة عسير آنذاك، في أول زيارة له لجامعة الملك خالد، بعد تأسيسها بدمج فرعي جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الملك سعود في أبها بها

أيامُنا كم تناجيها ليالينا

شوقًا إليكَ وكم حنَّت قوافينا !

إلى لقائِكَ والأشواقُ ساهرةٌ

تزيِّن الشِّعرَ كي يلقاكَ تزيينا !

حللتَ فاخترتُ من بستانِ قافيتي

عقدًا جمعتُ بهِ فُلًّا ونِسرينا

من روضةٍ نشرُها حبٌّ ، ومغرَسُها

قلبٌ ، وتُسقى بأشواقِ المحبِّينا

(يا مرحبًا) قلتُها شعرًا ، ومنبعُها

قلبٌ به خفقُ قاصينا ودانينا

فساعةٌ بكَ تأتينا دقائقُها

تزهو؛ فتحسُدها باقي ثوانينا

(يا مرحبًا) كابتسامِ الفجرِ في شفتي

أبها ، وأبها قدِ اهـتزَّت بساتينا

(يا مرحبًا بكَ) ليست حينَ ننطقُها

كغيرِها ، بكَ تاهت (مرحبًا) حينا

(فمرحبًا بكَ) تسعى في الثغورِ بما

نُكنِّهُ من ولاءٍ في خوافينا

(يا مرحبًا بكَ) في أحضانِ جامعةٍ

بذِكر أفضالِكَ العُظـمى تناجينا

رأت بكَ النُّورَ عيناها ، بك ابتسمَت

لها الحياةُ ، بكَ امتدَّت أفانينا

فصدرُها بضياءِ العلمِ منشرحٌ

ووجهُها زادَ إشراقًا وتبيينا

منها جنينا بحقٍّ مجدَ حاضرِنا

وفي حماها وردنا عِزَّ ماضينا

أصيلةٌ كقوافيكَ الـتي لثَمَت

ثغرَ الخُزامى فمالَت في الهوى لِينا

إنَّا لَنقتاتُ من دُنيا مدينتِنا

زادًا يبلِّغُنا أُخرى بَوَادينا

ما دامَ قرآنُنا نـبراسَ منهجِنا

فليسَ شيءٌ عن الأمجادِ يثنينا

و(طَيبةٌ) طِيبنا الزاكي بساكِنها

و(كعبةُ اللهِ) قلبٌ نابضٌ فينا

و(زمزمٌ) ماؤنا و(الحجُّ) قمَّتُنا

و(القُدسُ) جُرحٌ له أنَّت أراضينا

و(الفهدُ) قائدُنا و(العزُّ) رائدُنا

و(الله) ناصرُنا يا مَن يُعادينا

فهدٌ لخدمةِ بيتِ اللهِ همَّتُهُ

أناخَ دُنياهُ كي يُعلي بها الدِّينا

مبادئٌ في صميمِ القلبِ راسخةٌ

تزدادُ في جَنباتِ الرُّوحِ تمكينا

يا أيُّها الوطنُ العالي بمنهجِهِ

في ظلِّ فهدِ العُلا فاسمع مُنادينا

نعلو وتعلو وإلَّا فالقبورُ بنا

أولى ، ونبذلُ ؛كي تبقى، الشرايينا

عهدُ الولاءِ به زُفَّت لقادتِنا

أرواحُنا تتهادى من أيادينا

يا ربِّ حمدًا لِما أسديتَ مِن نِعَمٍ

على بِلادٍ بها طابَت ليالينا

إنِّي لأطعِمُ أشعاري رضاكَ إذا

ماتت من الجوعِ أقلامُ المرائينا

أدِم على العزِّ يا ذا العزِّ قادتَنا

قولوا معي يا حضورَ الحفلِ: (آمينا)

1420هـ، أبها