تراحيب أبها
القلبُ ردَّدَ ألحانًا وغنَّاها
ونغمةُ الحبِّ للأحبابِ أدناها
وأودعَ الحبَّ في أحضانِ قافيةٍ
تسري ويستعبدُ الأذهانَ مَعنَاها
تمشي الهوينى وفي أرواحِنا كَلَفٌ
بها، وتزدادُ كِبرًا مذ طلبناها
بها إذا قيلت الأشعارُ أُبَّهةٌ
من قبلَ ذلكَ ما كنَّا ألِفناها
ما زلت أطلبُها حتى ظفرتُ بها
وحدي ، فلما رأت عينيَّ عيناها :
أودعت في ثغرِها ثغري وفي دمِها
دمي وأوثقتُ في يمناي يمناها
إن كان قد حُمَّ أن نحيا الحياةَ بلا
حُبٍّ فيا ليتَ أنَّا ما عرفناها
بالحبِّ ، بالدمعةِ الثكـلى تداعبُها
أهدابُ عينٍ يبثُّ السحرَ جفناها
نظمتُ للحزنِ من نفسي معلقةً
فأكبرَ الحزنُ ألحاني وغَنَّاها
فالبدرُ أنحلَه عشقٌ وأكملَهُ
وعدٌ فعمَّرَ أحلامًا وأفناها
وما السرابُ سوى حُلمِ القفارِ بهِ
طفا على وجهِها والقيظُ أضناها
وما المروجُ بأبها غـيرَ فرحتِها
بضيفِها وشذا ترحيبِ مغناها
هنا (التراحيبُ) ليسَت خبطَ عاشيةٍ
فالقلبُ مَغرَسُها والضيفُ مجناها
نحـمي حماها ونسقيها أصالتَنا
وشيمةً في ندى الطينِ ادخرناها
حـتى إذا الضيفُ جاءتنا بمقدَمِهِ
بشائرُ الجودِ قمنا واقتطفناها
يزولُ كلُّ قِرىً إلا محبتُنا
للضيفِ تبقى؛ لأنَّا ما اشتريناها
1419هـ، أبها