عِماد
ألقيت أمام الأستاذ أحمد بن حسين الشريف في حفل تكريم الطلاب المتفوقين بتعليم النماص
تباعدني القوافي عن وِسادي
وتجمعُ بين عينـي والسُّهادِ
وتجعلنـي بعيدًا حين أدنو
وتدنيني وإن أكُ في بعادِ
وتحملنـي مطايا الشِّعرِ حـتى
أرى في كلِّ عاصفةٍ هوادي
وأبصرُ جوهرًا بالشِّعرِ حـتى
أرى ما لا ترون من الجمادِ
أُعِزُّ جلالَه عن كلِّ سوقٍ
رأيتُ البيعَ فيهِ إلى كسادِ
فلا طمعًا بحاتمَ سقتُ شعري
ولم أنظمه خوفًا من زيادِ
ولم أفخر بقولٍ دونَ فعلٍ
ولم أُرَ هائمًا في كلِّ وادي
ولكن إن رأيتُ بريقَ مجدٍ
هتفتُ وكنتُ للأمجادِ شادي
وأحملُ فيه هَمَّ الدِّينِ حـتى
لقد ضمَّته أجفانُ الحِدَادِ
وأوردتُّ القوافِـيَ كلَّ حفلٍ
به أهلُ الهدايةِ والرَّشادِ
ولَـمَّا كانَ ذلكَ من طباعي
حداني نحو هذا الحفلِ حادي
أيا حفلَ التفوُّقِ طبتَ حفلًا
فمنكَ جنيتُ راحلـتي وزادي
يُكَرَّم فيكَ: (إبداعٌ وفكرٌ
وأخلاقٌ) فتصبحُ في ازديادِ
فيا أهلَ التفوُّقِ أيُّ فخرٍ
لكم بين الحواضرِ والبوادي
لبستُم بردةَ التكريمِ لَـمَّا
خلعتم قبلَها ثوبَ الرُّقَادِ
ومزَّقتم بسيفِ الجدِّ ليلا
قضاه الغافلونَ علـى الفَسَادِ
فكنتم فيه للعلياءِ نورًا
وكانوا هم سوادًا في سوادِ
وكنتم للكتابِ رفاقَ خيـرٍ
وزادُ الفكرِ من تعبِ الأيادي
غرستُم للتفوُّقِ خيـرَ غرسٍ
جنيتم خيـرَه يومَ الحصادِ
ولـمَّا أن رأتكم عينُ مجدٍ
تهلَّلَ ضاحكًا أملُ البلادِ
وتحملُ غيـرَكم أرضٌ أقلَّت
وأنتم في الصَّميمِ من الفؤادِ
فلا مجدٌ يقومُ بلا رجالٍ
ولن يرقى البناءُ بلا عمادِ
1418هـ، النماص