زاهر

بمناسبة زيارة أ.د. زاهر بن عواض الألمعي، عضو مجلس الشورى، لمحافظة النماص، ومشاركته في برنامجها السياحي بأمسية شعرية، بدعوة من الأستاذ أحمد بن حسين الشريف

سِر يا نسيمُ فأنتَ أصدقُ سائرِ

وانثـر على تلكَ الرِّحابِ مشاعري

سِر مُفعمًا بالحُبِّ وانثـر باقةً

جَمَّعُتهَا من كلِّ روضٍ ناضرِ

من جَنَّةِ الشِّعرِ الأصيلِ جنيتُها

ونثرتُها فرحًا بمقدمِ زاهرِ

القلبُ مغرسُها وهذا نشرُها

حبًّا وترحيبًا بأعذبِ زائرِ

همسَ الفؤادُ إلى الفؤادِ مرحِّبًا

وشدا اللسانُ له بفيضِ الخاطرِ

يا مرحبًا بكَ فـي النَّماصِ مرصَّعًا

ترحيبُها بلآلئٍ وجواهرِ

يا مرحبًا ما أمَّ مكةَ زائرٌ

وهفا إلى ذاكَ المقامِ الطاهرِ

يا مرحبًا ما أشرقت شمسُ الضحى

ودنا الدُّجى بسكونِ ليلٍ غامرِ

وبدت نجومٌ في السماءِ وتُوِّجت

بالزهوِ من قمرِ الزَّمانِ الباهرِ

يا مرحبًا والحُبُّ يغمرُ ليلَنا

ما انهلَّ منهمرُ الغمامِ الباكرِ

يا مرحبًا يا مرحبًا يا مرحبًا

بك ضيفَنا وبكلِّ ضيفٍ حاضرِ

قيثارتي حلّـِي المقامَ بنغمةٍ

عربيةٍ نُسـجت بلحنٍ ساحرِ

أزهـى وأزينُ في جمالٍ آسرٍ

أبهـى وأبينُ بالثناءِ العاطرِ

عن طالبٍ للعزِّ أدركَ ما ابتغـى

بعزيمةِ القلبِ الطَّمُوحِ الصَّابرِ

للهِ جدُّكَ واصطبارُكَ من فـتى

حازَ العلا بمفاخرٍ ومآثرِ

عشنا فلم نسمع بمثلكَ طالبًا

للمجدِ إلا في الزَّمانِ الغابرِ

قالوا: (عصامٌ سوَّدتهُ نفسُهُ)

فسطا علـى مَثَلِ الطُّموحِ السائرِ

أنتَ العصاميُّ الذي لو أنصفت

أيامُهُ نَسَبَت (عصامَ) لـ(زاهرِ)

بالصَّبرِ والتقوى وحسنِ توكُّلٍ

حقَّقتَ مجدكَ لا بمالٍ وافرِ

إن كانَ كلُّ مثابرٍ لا بدَّ أن

يسعى كسعيكَ كَلَّ كُلُّ مثابرِ

يا ضيفنا إنِّي وقفتُ مرحِّبًا

نطقت لساني ما تُجِنُّ عشائري

أُبدِي التراحيبَ الجِلالَ وبعدها

ماذا أقولُ؟ فأنت أشعرُ شاعرِ

هيا احـيِ ليلَتَنا فأنتَ أميرُها

لكَ جُهِّزت بخوافقٍ وخواطرِ

لو كانَ لي أمرٌ وصلتُ لقاءَنا

حـتى يدومَ، فما لهُ من آخِرِ

لكنَّه كُتبَ الفراقُ لكي تُرى

نِعَمُ اللقاءِ علـى الفؤادِ الشاكرِ

فإذا تفارقنا فإنَّ رجاءَنا

أن نلتقي بكَ في لقاءٍ آخرِ

1417هـ، النماص