بشيء كــ (لا شيء)
مع حلول وباء كوفيد 19 على الأرض وتعطيله للحياة في جميع أنحاء العالم
بما لا يُرى علَّمتَهُ حجمَ قَدرِهِ
فأُرهِقَ من مَـــــــــــــــــــدِّ الوباءِ وجزرِهِ
كذاكَ هو الإنسانُ ما زالَ جاهلًا
كَنودًا قَنوطَ النفسِ في كلِّ أمرِه
لحاجتهِ يدعو إذا الضُّرُّ مسَّهُ
ويطغى إذا استغنى بسَكرةِ غَدرِهِ
وعلَّمته ما لم يكن عالـمًا بهِ
فأسرفَ في وَهمِ الغُرورِ بمَكرِه
وما زلتَ يا رحمنُ تحلُمُ عافيًا
وإن عادَ عادَ العفوُ يسعى بأجرِهِ
ويهفو فتعفو، ثم تدعوه للهُدى
بإكرامِهِ حينًا، وحينًا بزجرِهِ
فيا واسعَ الرَّحماتِ والحِلمِ إنَّهُ
وإنْ بَثَّ في الكون الفسادَ بشَرِّهِ
لأضعفُ خلقِ اللهِ حَولًا وحِيلةً
مِنَ الوَهنِ قد يزهو الذُّبابُ بقَهرِهِ
طغى وبغى مستكبرًا فأتيتَه
بجائحةٍ من جِنسِ أدواءِ عَصرِهِ
بما لا يُرى جرَّدتهُ من غُرورهِ
وما حازَ من زهوِ السِّلاحِ وفَخرِهِ
بشيءٍ يسوقُ الموتَ في كلِّ أمَّةٍ
ويُعجِزُ أهلَ الأرضِ إدراكُ دَحِرهِ
فما أضعفَ المطلوبَ والطالبَ الذي
هوَت في سُويعاتٍ عوازمُ صَبرِهِ!
فأفصحَ عن إخفاقِهِ بلسانِهِ
وقد غَلَّقَت يُمناهُ أبوابَ أَسرِهِ
يُحاذرُ من شيءٍ كلا شيءٍ استوَت
بهِ الناسُ في سِرِّ الذهولِ وجَهرِهِ
كِتابٌ لأهلِ الأرضِ يَصدعُ منذِرًا:
“وما قدروا ربَّ العُلى حقَّ قَدرِه”
فيا ربِّ فاردُدنا إليكَ برَحمةٍ
فلا أحدٌ إلَّاكَ ننجو بنصرِهِ
1441هـ، أبها