نسيم الحب
ألقيت أمام الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير، في الحفل الذي أقامته الإمارة وأمانة المنطقة والمجلس البلدي بها، لتكريم أمين منطقة عسير السابق المهندس إبراهيم بن محمد الخليل، وعدد من المسؤولين الحكوميين المحالين إلى التقاعد
إذا ما نسيمُ الحبِّ أجرى هفاهفَه
وصبَّ سحابُ الشوقِ في القلبِ واكفَه
ونادى منادي العشقِ عطرَ قصيدتي
وجاوبَ بستانُ الفصاحةِ هاتفَه
وأيقظَ في نفسي الجمالَ الذي غفا
على كتِفِ الذكرى يعدُّ سوالفَه
وبشَّرَ أبياتي بلقيا حبيبِها
وشبَّ حنينُ الوعدِ فيها عواطفَه
تنفسَ في قلبي من الشعرِ مَشرقٌ
بهِ شمسُ عرفاني بفضلِكَ واقفَه
وغرَّدَ في صدري من السحرِ بلبلٌ
تعلَّقَ روحي فاستحلَّت معازفَه
وقامَ امرؤُ القيسِ الذي بينَ أضلعي
يُغني على العزفِ العتيقِ طرائفَه
وهزَّ خيالاتي توهُّجُ سيدي
بوجهٍ بهِ كلُّ الفضائلِ دالفَه
ومدَّت جِنانُ البوحِ فيَّ مروجَها
وأدنى لكَ الشعرُ الخصيبُ قطائفَه
لتجنيَ من نفسي عناقيدَ حبِّها
أوانسَ شعرٍ في غرامِكَ عاكفَه
أسوقُ القوافي اليعربيَّاتِ حُفَّلًا
إلى حفلِ تكريمِ الرجالِ الغطارفَه
إلى سيِّدٍ يبني الرجالَ بحنكةٍ
تـخلِّدُ في ديوانِ أبها مواقفَه
كوقفتِهِ ذا اليومَ يُكرمُ ثلَّةً
بهم ملأَ الإخلاص ذكرًا صحائفَه
رجالٌ بهم يمنى الولاءِ طويلةُ الـذ
راعِ، لأعناقِ الجوامحِ عاسفَه
بهم وطنُ الأمجادِ يُبحرُ واثقًا
بأنَّ العواتي لن تُعيقَ مجادفَه
لهُ وهبوا زهوَ الشبابِ وزهرَهُ
وقد هجروا لذاتِهِ وزخارفَه
وشابوا فما خابوا، ولكنَّهم غدوا
مدارسَ للأجيالِ بالمجدِ رادفَه
وقد تركوا من بعدِهم روضَ عزَّةٍ
يشرِّفُ راويهِ ويدهشُ واصفَه
بهِ غرسوا أيامَهم زهرَ عِفَّةٍ
شرايينُه من زمزمِ الطُهرِ راشفَه
وتحمي لحاهم من أذى كلِّ ريبةٍ
قلوبٌ بتقوى اللهِ خضراءُ وارفَه
وأخلاقُ شعبٍ أظهرَ اللهُ حظَّه
فحازَ جديدَ العزِّ فخرًا وسالفَه
وأنسابُ آباءٍ كرامٍ أعزَّةٍ
إذا ما وضيعُ الجدِّ لفَّ لفائفَه
كما لفَّ عفَّاشُ& اللئيمُ مجوسَه
ولقَّنهم أحقادَه وسفاسفَه
بهم طعنَ الغدَّارُ أرضًا عروقُها
عروقُ شريفٍ بالعروبةِ نازفَه
وخانَ عُرى شعبٍ حكيمٍ جدودُه
بهِم نشرَ النورُ القديمُ معارفَه
وأسرفَ في الطغيانِ والجورِ سافرًا
فلما اعتلى من كلِّ بغيٍ مشارفَه:
رأى يمنَ الأحرارِ مِلكَ يمينِه
وتاريـخَها: بستانَه ومتاحفَه
وقدَّرَ أنَّ الحِلمَ ضعفٌ وأنها
ستُخضِعُ أعناقَ الملايينِ طائفَه
وأنَّ رياضَ المجدِ إن ضيمَ جارُها
ستُغضي على الأقذاءِ والعينُ ذارفَه
وعمَّرَ بالأوهامِ أحلامَ عمرِهِ
ولم يدرِ أنَّ البحرَ يُعجزُ غارفَه
وأنَّ ليالي نجدَ يـحرُمُ نومُها
وصنعاءُ في القيدِ المجوسيِّ راسفَه
وما حلَّ في أيامِها عيشُ ساعةٍ
وفي عدنٍ شمسُ الحضارةِ كاسفَه
وأنَّ عصا موسى إذا جدَّ فاجرٌ
كفرعونَ ما زالت على العهدِ لاقفَه
وأنَّ لسلمانِ العروبةِ لفتةً
عبوسًا لأحلامِ الطواغيتِ ناسفَه
إمامٌ لهُ الرحمنُ أذكى بصيرةً
بطبِّ الخطوبِ المدلهمَّاتِ عارفَه
وخاطَ لهُ بالنبضِ ثوبَ محبَّةٍ
مجلَّلةٍ بيضاءَ كالسيلِ جارفَه
ومدَّ لهُ من طَولِهِ حبلَ هِـمَّةٍ
مزمجرةٍ عصماءَ كالرعدِ قاصفَه
وأطعمَه من نورِه ومضَ حكمةٍ
مجنَّحةٍ عذراءَ كالبرقِ خاطفَه
يفهِّمُها الرحمنُ سلمانَ وحدَهُ
إذا حلَّت الـجُلَّى وحارَ الفلاسفَه
فتستيقظُ الدنيا لهُ من منامِها
وللعزمِ إعصارٌ وللحزمِ عاصفَه
أبها، 1436هـ
& الاسم الحقيق لأسرة رئيس اليمن المخلوع علـي عبد الله صالح، الذي ظهر بعد خلعه، وكان طوال فترة حكمه يدعي أنه من أسرة آل الأحمر العريقة