حيرة

كان عمي سعيد، شقيق والدي الوحيد، يزور أبي وأبي في فراشه بسبب الجلطة الدماغية التي أقعدته، وقد زاره مرارًا كثيرة ماشيًا على قدميه، ثم مات قبله، وهو في غيبوبة تامة لا يعلم برحيله، رحمهما الله

بقيَ المزورُ وماتَ عنهُ الزائرُ

والقلبُ بينَهما حسيرٌ حائرُ

يبكي فلا يدري لأيِّهما بكى

فهما بأقصى القلبِ جُرحٌ غائرُ

أَلِغائبٍ في القـبرِ بعـثرَ موتُهُ

يومَ التفرُّقِ ما أعدَّ الصابرُ

أم غائبٍ في الداءِ سعَّرَ سقمُهُ

جنـبيَّ فاحترقَ الشبابُ الناضرُ

يا ربِّ بينَ الغائبينِ تقطَّعَت

نفسي وعربدَ الانتظارُ العاثرُ

ما لي ولا لهما سواكَ ونِعمَ من

يُرجى لمثلِهما الكريمُ القادرُ

1435هـ، أبها