غَزْلُ الأنفاس

إلى المعلم القدير الأستاذ ظافر بن سعيد بن فرحان في حفل تقاعده

هنيئًا لكَ الحُبُّ الذي أنتَ أهلُهُ

فلا شيءَ مثلُ الحبِّ يصعُبُ فعلُهُ

فلو كانَ حُبُّ الناسِ للناسِ سلعةً

تُباع وتُشرى أتعبَ الناسَ نيلُهُ

ولو كانَ عرشُ الحبِّ يؤخذُ عِنوةً

لكانَ لأهلِ الملكِ ذا الحبُّ كلُّهُ

ولكنَّهُ شيءٌ منَ اللهِ خافيًا

إذا حلَّ في قلبٍ فمن ذا يسلُّهُ

هو الحبُّ، فضلُ اللهِ، فاحمد صنيعةً

لها اختاركَ الرحمنُ، فالفضلُ فضلُهُ

رآكَ نقيَّ القلبِ تندى شهامةً

بها يرتوي عذبُ الزمانِ وسهلُهُ

رآكَ كريمَ النفسِ تهمي أصالةً

بها يحتفي طيبُ الزمانِ ونُبلُهُ

رآكَ سخيَّ الوجهِ تقطرُ نخوةً

بها يقتدي جودُ الزمانِ وبذلُهُ

فآتاكَ حُبَّ الناسِ ثوبًا مطرَّزًا

عليكَ، بأنفاسِ المحبينَ غزلُهُ

ظفرتَ به فردًا فسمَّاكَ ظافرًا

يليقُ بمن قد كانَ مثلَك مثلُهُ

ولو لم تكن أهلًا لهُ لم تفز بهِ

وحيدًا ويأبى اللهُ هذا وعدلُهُ

إذا ما أحبَّ اللهُ عبدًا بـنى لهُ

بكلِّ فؤادٍ قصرَ حُبٍّ يحلُّهُ

وإنَّ بقلـبي مـنزلًا لكَ باذخًا

على سنواتِ العمرِ يمتدُّ ظلُّهُ

أحبُّكَ نورًا يملأُ القلبَ طِيبةً

وعطرًا على الأرجاءِ ينسابُ فُلُّهُ

هنيئًا لنا أنَّا نحبُّكَ مثلما

هنيئًا لكَ الحبُّ الذي أنتَ أهلُهُ

1434هـ، أبها