قرعة

ألقيت أمام الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، في ساحة (المسعى) أمام منزل الشيخ حسن بن زهير العمري في النماص، في الحفل الذي أقامه احتفاء بأمير المنطقة في أثناء زيارته للمحافظة، وكان قبلها قد زار محافظة تثليث في شرق منطقة عسير

لا لا ألومُ القوافي حين تصطرعُ

على مديحِكَ حينًا ثم تقـترعُ

تكادُ أبياتُ شعري فيكَ تخنقـني

فكلهنَّ مع الأنفاسِ يندفعُ

وكلُّ قافيةٍ مدَّت لنا يدَها

واحـترتُ ما أنتقي منها وما أدعُ

هذا يقول: أنا، هذا يقول: أنا ،

هذا يقول: أنا، كلٌّ به ولعُ

أن يكتسي ثوبَ عزٍّ حينَ تسمعُهُ

لا يعظمُ الشِّعرُ إلا حينَ تستمعُ

فلو تراها بقلـبي بعدما اقترعت:

من فازَ يشكرُ والخَسرانُ يرتجعُ&

بغادةٍ من خيارِ الشِّعرِ رابحةٍ

زفَّت إليكَ وأشعاري لها تبعُ

أتيتُ يا سيدي أشدو ويرفعُـني

شعرٌ بذكركَ فوقَ الشِّعرِ يرتفعُ

محبةً لكَ لا أبغي لها ثمنًا

فأشرفُ الحبِّ حبٌّ ما بهِ طمعُ

حـبِّي لوجهٍ وجيهٍ، من مهابتِهِ

يغضي لهُ كلُّ وجهٍ حينَ يطَّلِعُ

وجهٌ بهِ الملكُ والتقوى قد اجتمعا

والرفقُ والصدقُ والإيمانُ والورعُ

الخيلُ والخـيرُ والعلياءُ تعرفُهُ

والذِّكرُ والشكرُ والقرآنُ والجُمَعُ

ما زالَ يستبقُ الخـيراتِ مجتهدًا

كالغيثِ يورثُ نفعًا حيثُما يقعُ

مفتاحُ خـيرٍ، فوجهُ الخـيرِ مبتسمٌ

مغلاقُ شرٍّ ، فوجهُ الشرِّ ممتقعُ

تفرَّقت في خوافينا محبتُكم

يا واحدًا فيهِ شملُ العزِّ مجتمعُ

أنتَ الذي ملأَ الدُّنيا بطيبتِهِ

عطفًا ولطفًا بهِ يُستأنس السَّبعُ

ملكتَ باللطفِ لا بالعنفِ أفئدةً

لم يدرِ غـيرُك عنها كيفَ تُصطنعُ

جاءتكَ بالحبِّ لا بالرعبِ طائعةً

جذلى كشعري على لقياكَ تصطرعُ

والرفقُ بالخلقِ كـنزٌ قد هديتَ لهُ

ومنهجٌ من رسولِ اللهِ متَّبعُ

نظمتَ بالرفقِ عقدًا من خوافقِنا

حبَّاتُ حبِّكَ في جنبيهِ ترتصعُ

ولَّاكَ عمُّكَ عبدُ اللهِ عن ثقةٍ

أنَّ الكبارَ كبارٌ أينما وُضعوا

ولَّاكَ أمرَ عسيرٍ فاستقمتَ لها

حـتى أناخت بها في ظِلِّكَ المتعُ

وصُنت حرمةَ شهرِ الصَّومِ مُطَّرِحًا

سوقَ المعاصي الـتي بارت بها السِّلعُ

فزدتَّ مصطافَها عزًّا ومربَعها

فأنتَ للعزِّ مصطافٌ ومرتبعُ

(أمانةٌ) لم تزل ترعـى القيامَ بها

تقوىً تفكرُ فيها حينَ تضطجعُ

أخلصتَ في حملِها حـتى بلغتَ ذرىً

عن مثلِها هممُ الأبطالِ تتَّضعُ

شرَّقت أمسَ إلى تثليثَ عن كثبٍ

ترى وتسمعُ، لا راوٍ ولا بدعُ

واليومَ أشرقتَ في أرضِ النَّماص فلا

يحولُ بينكما بابٌ ولا رُقَعُ

لـمَّا خطوتَ على مفتونِ تربتِها

تحاسدت في تلقِّي خطوِكَ البُقَعُ

وكلُّ وادٍ تمـنَّى أن يكونَ لهُ

مثلُ الجبالِ إلى رؤياكَ مطَّلعُ

وما درت أنَّ أعناقَ الشوامخِ من

قبلِ البلوغِ إلى مسماكَ تنقطعُ

فأنتَ كالبدرِ فوقَ السُّحبِ منزلُهُ

ويستوي تحتَهُ سهلٌ ومرتفعُ

كما استوى في الهوى بِشرًا بمقدمِكم

الطفلُ والكهلُ والأفرادُ واللُّمَعُ

ففرحةُ النَّاسِ كـبرى لا يصوِّرها

في محكمِ اللفظِ لا نظمٌ ولا سجعُ

فما رأيتُ كهذا اليومِ فرحتُهُ

ذكرى، وبشرى، ولقيا، أينَ تجتمع

ذكرىً بها عادت الأيامُ رابعةً

لبيعةٍ دونها الأعناقُ تنخلعُ

إذ بايعَ الخلقُ عبدَ اللهِ في دُفَعٍ

كالموجِ تسعى عـلى آثارِها دُفَعُ

حكيمُ أمَّتِنا، صمَّامُ عزَّتِنا

حصنٌ حصينٌ بهِ الإسلامُ يَدَّرِعُ

شهودُه يومَ يلقى اللهَ منفردًا

يومًا بهِ ينفعُ العبادَ ما صنعوا

أمُّ القرى، طيبةُ الطوبى، مساجدُها

وكلُّ من سجدوا فيها ومن ركعوا

ومن أغاديرَ جاءتنا محلِّقةً

بشرى البشائرِ لا يأسٌ ولا جزعُ

بشرى بعودةِ سلطانِ الكرامِ إلى

أرضٍ لها هي في يمناهُ منتجعُ

أفدي بنفسي وأبنائي وما ملكت

يمناي من حَدَّهُ عن أرضِهِ الوجعُ

ولم يزل، وهو موجوعٌ، كعادتِهِ

يزيدُ في الجودِ أنماطًا ويخـترعُ

شَفَاهُ من شَقَّ في يمناهُ نهرَ سخىً

للنَّاس في شاطئيهِ الرِّيُّ والشبعُ

غدًا سيشرقُ في قلبِ الرياضِ بِهِ

صبحٌ بهِ ظلماتُ الحزنِ تنقشعُ

كما تنفَّسَ في قلبِ النماصِ بكم

يومٌ بهِ قيمةُ الأيامِ ترتفعُ

إن لم تسعكَ سراةُ الأزدِ فادنُ إلى

قلبٍ بهِ لكَ دون النَّاسِ مُتَّسعُ

إنِّي أحبكَ حبًّا لا انتهاء لهُ

فليس في الحبِّ مهما زادَ مقتنعُ

واسأل فؤادكَ عن حـبي، سيشهدُ لي

فليسَ مثلكَ من في الحبِّ ينخدعُ

1430هـ ، أبها

& ارتجع: طلب الإعادة.