الأعرج

في رثاء خالي وأستاذي مبارك بن عبد الله الخسف، وكان أعرج بيِّن العرج، قضى حياته يتكئ على العصا، مات لحظة رفع أذان الجمعة، متشهِّدًا، بعد صراع مع السرطان، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة

ألقِ العصا وانطلق في ساحةِ الفرَجِ

فبعدَ ذا اليومِ لا شكوى من العرجِ

بالأمسِ (أعرجُ)، في دنيا مسالكُها

عرجاءُ، تعكزُ في دهرٍ من الدُّلَجِ

واليومَ أسعدُ، في أُخرى منازِلُها

سُعدى، وترفلُ في روضٍ من الهَزَجِ

فقد رأيتُ بعيـني حسنَ خاتمةٍ

يفوحُ منها رضا الرحمنِ بالأَرَجِ

لـمَّا سمعتَ أذانَ الجمعةِ اجتمعت

أشتاتُ نفسِكَ في دوَّامةِ الحَرَجِ

رفعتَ يمناكَ نحوَ اللهِ، يحملُها

قلبٌ، يوحِّدُ حُبًّا خالقَ الـمُهَجِ

فاستلَّ روحكَ في إثرِ الشهادةِ في

لطفٍ، وثغرُكَ يتلو بسمةَ الفرجِ

فارحل إلى اللهِ مسرورًا، وفي كبدي

من الفراقِ صنوفُ الهرجِ المرَجِ

1429هـ، أبها