قريحة

ألقيت أمام الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، في مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية في المحالة بأبها، حيث احتشدت قبائل منطقة عسير لاستقباله

أسمى من الكلماتِ في الأفواهِ

أن تلتقي (أبها) بـ (عبدِاللهِ)

ذُهِلَ الكلامُ عـلى الشفاهِ، فأنشَدَت

(أبها) قصيدتَها بغـيرِ شِفَاهِ

فاسمع بعينِكَ ما تقولُ، فإنَّما

بالعينِ يُفهَمُ منطقُ الوُلَّاهِ

جادَت قريحتُها بكلِّ قبيلةٍ

غلَّابةٍ هبَّت بلا إكراهِ

بمئاتِ آلافِ الرجالِ تواثبوا

والعهدُ لا واهٍ ولا متناهِ

وأمامَكَ انتظموا بيوتَ قصيدةٍ

(رُفِعَت) قوافيها بُغرِّ جِبَاهِ

كلماتُها (زُمَرُ الرِّجالِ) بَنَت بِهِم

(جُمَلَ الولاءِ)، الباذخِ، التَّيَّاهِ

مِيزانُها (صدقُ الفداءِ)، وبحرُها

(بحرُ المحبَّةِ)، طاهرُ الأمواهِ

هذي (القصيدةُ)، ليسَ في ديوانِنا

شيءٌ يليقُ بقدرِكم إلا هِي

وافاكَ (مطلعُها) هنا لكنَّها

ممتدَّةٌ تسعى بكلِّ تِجاهِ

وأتاكَ من (قاموسِ) كلِّ قبيلةٍ

(جَذرٌ)، وباقيها هناكَ يباهي

عيدٌ (هنا) و(هناكَ) مدَّ رحابَهُ

فرحًا بوجهِكَ، يا عريضَ الجاهِ

أشرقتَ في (أبها)، فأشرقَ ليلُها

مختالةً في عُرسِها الزَّهزاهِ

وأطلَّ (سلطانُ) القلوبِ، فزادَها

نورًا على النُّورِ البَـهيِّ الزَّاهي

لكما (ولاءُ الرَّاسياتِ)، فكلُّنا

في حبِّكم: بحرٌ من الأشباهِ

يا خادمَ الحرمينِ جاهُكَ ما لهُ

ولِعزِّهِ، في العالمينَ، مُضَاهي

فالعِزُّ ليسَ بكلِّ وصفٍ (نافخٍ)

وبـ (ذي الجلالةِ)، أو بـ (شاهِنشاهِ)

فلقد رآكَ اللهُ فيها زاهدًا

تحيا حياةَ العابدِ الأوَّاهِ&

ولقد رآكَ اللهُ تبكي؛ رحمةً

بين اليتامى، والدُّموعُ رواهي&&

ولقد رآك اللهُ خضَّاعًا لهُ

تحـمي حماهُ أوامرًا ونواهي

ما دامَ خوفُ اللهِ فيكَ سجيَّةً

فَلأنتَ منتصِرٌ بإذنِ اللهِ

1427هـ، مكة المكرمة

& إشارة إلى الكلمة التي وجهها الملك عبد الله، رحمه الله، إلى أبناء شعبه، طالبًا عدم تلقيبه بـ(ملك القلوب) أو (ملك الإنسانية) ونحوها، وقال "الملك هو الله وكلنا عبيد لله عز وجل"، وطلب أن يكون تقبيل اليد خاصًّا بالوالدين برًّا بهما، وكان نص كلامه "تقبيل اليد أمر دخيل على قيمنا وأخلاقنا، ولا تقبله النفس الحرَّة الشريفة، إلى جانب أنه يؤدي إلى الانحناء، وهو أمر مخالف لشرع الله، فالمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد". && إشارة إلى بكاء الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، حين استقبل عددًا من الأطفال من أبناء شهداء الأمن العام، الذين استشهدوا في عمليات مكافحة الإرهاب في عدد من مناطق المملكة.