الرياض

بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م

نعم، بكِ هذا الثوبُ أولى وأليقُ

لهُ بكِ فخرٌ يا رياضُ ورونقُ

نعم، هذه الدنيا قوامٌ مجسَّدٌ

وأنت فؤادٌ بين جنبيهِ يخفقُ

نعم، أنتِ أمٌّ درَّ بالعلمِ ثديُها

نعم، أنت غيثٌ بالثقافةِ غيدقُ

نعم، أنتِ إعجازٌ ذرا الأرضِ كلُّها

تزغردُ إجلالًا لهُ وتصفِّقُ

وروضٌ خصيبٌ فيه للدينِ مغرَسٌ

به يَنبُتُ المجدُ الأصيلُ ويورقُ

ومعجزةٌ فيها لذي القلبِ عِبرةٌ

بها يُشرحُ الصدرُ الكئيبُ ويُشرقُ

فقد كنتِ كالعظمِ الرَّميمِ بقفرةٍ

من البيدِ إن سارت بها الريحُ تُرهَقُ

فأحياكِ من يحيي الرميمَ من البلى

ويبعثُ فيهِ الروحَ حيًّا ويخلقُ

قفارٌ بأحضانِ القفارِ يملُّها الــ

ـسرابُ ويجفوها السحابُ المحلِّقُ

على وجهِها من سكرةِ الموتِ مسحةٌ

يذلُّ لها القلبُ الشجاعُ ويفرقُ

رآها ملوكُ الأرضِ أولَ أمرِها

فقالوا احتقارًا: كيف باللهِ تَلحَقُ

فما استيقظوا إلا وفوقَ جبينِها

من المجدِ فجرٌ باذخُ العزِّ أبلقُ

بناها خيالٌ يسبرُ الغورَ نورُه

وقلبٌ عصاميٍّ وجفنٌ مؤرَّقُ

ولا عجبٌ أن تدركَ المجدَ أمةٌ

لها بكتابِ اللهِ عهد وموثقُ

وشرعُ النبي الهاشميِّ محمدٍ

يحكَّمُ فيها عدلُه ويحَقَّقُ

ودستورُها القرآنُ تقفو ضياءَهُ

وذاك هو العزُّ المكينُ المحقَّقُ

بهِ نجلدُ الزاني ثمانينَ جلدةً

ونقطعُ كفًّا آبقًا حينَ يسرقُ

ونقتصُّ من جانٍ ظلوم ومفسدٍ

يريقُ دماءَ الأبرياءِ ويزهقُ

ونرعبُ أصحابَ الفواحشِ والخنا

بسيفٍ به نورُ العدالةِ يـبرقُ

ونجلدُ أهل الزُّورِ والقذفِ والرِّشَى

ومن شربوا من خمرةِ الكأسِ واستقوا

وللساحرِ الباغي مع السيفِ موعدٌ

فلا الجنُّ تنجيهِ ولا النفثُ يعتقُ

فذلك شرعُ اللهِ تغدو جميلةً

بهِ الأرضُ في عليائِهِ تتألقُ

رياضُ وأنتِ اليومَ عرسُ ثقافةٍ

يحارُ لهُ المجدُ العظيمُ ويُطرقُ

لقد كنتِ حلمًا ضاقَ ذرعًا بحملِهِ

فؤادُ زمانٍ قاصرِ العزمِ ضيِّقُ

فأصبحتِ هذا اليومَ منبعَ عزَّةٍ

وديوانَ مجدٍ شامخٍ لا يصدقُ

1421هـ، أبها