الوله المفضوح

ألقيت أمام الأمير خالد الفيصل في ساحة البحار في حفل افتتاح لقاء الشباب الخليجي الصيفي الرابع بأبها

ماءُ الوصالِ عـلى كفَّيكَ مدرارُ

وللقاءِ تباشيرٌ وأنوارُ

هنا لقاءٌ هنا حبُّ هنا ثقةُ

هنا أمـيرٌ هنا شمسٌ وأقمارُ

لي خافقٌ كلَّما لاحَ اللقاءُ لهُ

تراقصت في فـمي بالحبِّ أشعارُ

في روضةٍ من كمالِ الحسنِ أنَّ بها

غيدَ الطبيعةِ مثلُ الحورِ أبكارُ

(أبها) هنا قِصَّةُ الحسنِ الـتي حُجبت

حـتى أُزِيحت عـلى كفَّيكَ أستارُ

أَزحتَ سِترَ الليالي عن مشاهِدِها

فأطرقَت في فُصولِ الحُسنِ أبصارُ

نسائمُ الفجرِ تسعى في مباهجِها

عزفًا من الحبِّ والأغصانُ أوتارُ

والسـحبُ يعشقُ جناتِ الرُّبى وَلهًا

والودقُ بينَهما بالحبِّ سمسارُ

يا قصةَ الولهِ المفضوحِ قد كُشِفَت

لنا منَ الحُبِّ أسرارٌ وأسرارُ

وما لقاءُ غواديها بربوتها

ألذَّ من ملتقانا أيُّها الدارُ

هيَّا قفي في رحابِ الجودِ قائلةً:

(أهلًا وسهلًا بمن حلُّوا ومن زاروا)

في ملتقى لو أطالَ الشِّعرُ نظرتَهُ

فـي عِطفه لتبدَّت منه أخبارُ :

(طفلٌ أنا، أربعٌ عمري كُسيتُ بها

بُردَ الشبابِ فذابت فيَّ أعمارُ)

طفلٌ هنا رقصت أفراحُ مولدهِ

وأرضعته بماءِ المجدِ أفكارُ

فـي كلِّ عامٍ لنا ذكرى بمولدِهِ

ها نحن في رابعِ الأعيادِ سُمَّارُ

وقد تهادت زرافاتُ الشبابِ لهُ

مَنِ امتطى الشوقَ لم تتعبهُ أسفارُ

إلى ظلالٍ من الإسلامِ وارفةٍ

تُقضى بها لذوي الأرواحِ أوطارُ

بها جيادٌ من الإبداعِ ضامرةٌ

المجدُ ميدانُها والعزُّ مضمارُ

وذكرياتٌ من التاريخِ ثائرةٌ

لها بذاكرة الأيامِ إعصارُ

فاجلس بنا ساعةً يا صاحِ نذكرُها

فربما ألهبَ الوجدانَ تذكارُ

ذكرى الجزيرةِ والنسيانُ يخنقُها

والمجدُ تنسُـجُه في الغيبِ أقدارُ

سارَ الخليلُ ببيداها عـلى قَدَرٍ

وفي خُطى نعلِهِ للمجدِ أنوارُ

وقامَ يدعو بوادٍ غـيرِ ذي شـجرٍ

وليسَ فيهِ لأدنى العيشِ مقدارُ

حـتى أتتهُ تباشيرُ السماءِ وفـي

آياتِها كعبةٌ تُبـنى وآبارُ

فدبَّ ماءُ الحياةِ العذبُ مندفعًا

في جثَّةِ الرملِ والتنزيلُ مِدرارُ

بالدينِ تغدو رمالُ البيدِ معجزةً

لم يذكرِ الطورُ لو لم توقدِ النارُ

(اللهُ أكـبرُ) والوحيُ المباركُ في

آذانِ مكةَ تُتلى منهُ أسفارُ

(جبريلُ) في أفق الدنيا يسطِّره:

(أقرأ محمدُ واشهد أيُّها الغارُ)

(اللهُ أكـبرُ) والإسلامُ مغـتربٌ

وللجهالةِ أنيابٌ وأظفارُ

(اللهُ أكـبرُ) والإيمانُ خافقةٌ

راياتُهُ؛ إنَّ صرفَ الدَّهرِ دَوَّارُ

ساقَ الجزيرةَ (طَهَ) عن ضلالَتِها

وشُيِّدت حولَها للحقِّ أسوارُ

عهدٌ مع ملَّة التوحيد أبرمَهُ

ثرى الجزيرةِ إذ زكَّاه مختارُ

في قلبِهِ حلَّةُ التقوى وبردتُها

وفوقَ كاهلِهِ القدسيِّ أطمارُ

(اللهُ أكـبرُ) خفقٌ في ضمائرِنا

وفي سواعدِنا عزمٌ وإصرارُ

مِن مؤتةٍ نستلذُّ الموتَ، من أُحُدٍ

نوحِّدُ الصفَّ، إنَّ الوقتَ غدَّارُ

وكلُّنا في حـمى إسلامِ أمَّتِنا

مهاجرونَ إلى العليا وأنصارُ

وفي خوافقِنا أصداءُ ملحمةٍ

(أسامةٌ) في حُميَّاهَا و(عمَّارُ)

وهمسةٌ في دمِ الأجدادِ منشدةٌ:

يا لذَّةَ الموتِ هل للموتِ تكرارُ؟

فنصرةُ اللهِ في الدارينِ عزَّتُنا

فإن شططنا كسانا ثوبَهُ العارُ

1419هـ، أبها