غيرة

ألقيت أمام الأستاذ أحمد بن حسين الشريف في حفل افتتاح برنامج التنشيط السياحي بالنماص

عِيسٌ من الشعرِ لا تصغي لداعيها

ولا يلينُ قيادٌ من قوافيها

كم فاتلٍ لحبالِ الفكرِ؛ يعقلَها

ضاعت أمانيهِ في أحراشِ واديها

ضَنَّ الزمانُ بها عن كلِّ قائلةٍ

من القرائحِ يومًا أن تدانيها

تسابقت حينَ أبديتُ العِقَال لها

نحوي تَحَشَّد قاصيها ودانيها

علـى حدائي تهادت لي قوافلُها

كأنَّ أنجشةَ القلقالَ حاديها؟

تتابعت رُسُلاً لما عزفتُ لها

لحنًا ألذَّ إليها من مراعيها

وأمطرَتهَا بجوفِ البِيدِ عاطفتي

ماءَ المودةِ عذبًا من غواديها

ضربتُ أكبادَها نحوَ النماصِ ضحى

حتـى أنختُ المطايا في روابيها

فقلت ما بالُ حسناءِ الجنوبِ لنا

تبدي الصدودَ وقد قمنا نحييها؟!

ألستُ شاعرَك الصيداحَ قد لثمت

أشعارُهُ فاكِ في أحلى معانيها؟!

أما سهرنا ليالي العشقِ خاليةً

بنا وأيامُنا رقَّت حواشيها!

نعاقرُ الكأسَ كأسَ الحُبِّ داهقةً

وغادةُ الحسنِ تسقيني وأسقيها!

وشمسُ حـبي أضاءت في أَصائلِها

والعشقُ أشرقَ بدرًا في دياجيها

كم زفرةٍ في ظلام الليلِ أُطلِقُهَا

من فرط وجدي بها والصبحَ أخفيها!

ما بالُها اليومَ هل واشٍ ألمَّ بها

أم غرَّها بدلالٍ فرطُ حُبِّيها؟

ما لي أرى غادتي الحسناءَ تنكرني

وقد مضى زمنٌ والحبُّ يدنيها؟

ففيكِ يا غادتي أحلامُ قافيتي

والنَّفسُ قد بلغت أقصى أمانيها

قالت بربِّكَ ما ذنبُ الوشاةِ وقد

…، وفاضَ بالدَّمعِ، لم تكمل، مآقيها:

طوتكَ أبها بعيدًا عن مسامرتي

حـتى سلوتَ على أنغامِ ناديها

سلوتَ عنَّا بها حـتى غدوتَ لها

خِلاًّ وقمتَ على عشقٍ تناجيها

لو كنتَ تعشقني ما اخـترت بي بدلًا

ولا سلوتَ سنينًا بينَ أهليها

لقد شُغِفتَ بها حبًّا وقد خطرت

والغُصنُ من غَـيرَةٍ يحكي تَثَنِّيها

تكفيكَ أبها فدعني أرتوي حزنًا

عـلى ليالٍ بكم كُنَّا نقضيها

فليسَ في شِرعَةِ الأحبابِ مجتمعٌ

لاثنين حـتى يدكَّ الأرضَ باريها

فقلت يا غادتي الحسناءَ هل بعثَت

إليكِ أبها بذا الأقوالِ واشيها؟

والله ما شغلتني عنكِ يا أملي

ولستُ يومًا براضٍ عن تصابيها

إنِّي إذا ازيَّنت أبها لتفتنـني

نظمتُ فيكِ القوافي كي أباهيها

ويمطرُ الحسنُ في أرجاءِ دوحتِها

وأسكبُ الحزن قصدًا في لياليها

سكناي فيها عـلى هجرٍ يؤرِّقها

يجزِي وإن كثـرت عندي أياديها

قالت: فقم وارقني بالشِّعر قد سُحِرَت

روحـي وقربُكَ من سـحرٍ يداويها

قم نُحـيِ ليلَ الهوى يا خلُّ ثانيةً

حـتى نُعِيدَ من الأفراحِ ماضيها

أعطيكَ عهدي فقاسمني الهوى ثقةً

بالحُّبِّ في سالفِ الدنيا وباقيها

فقلتُ أنتِ الهوى كلُّ الهوى أبدًا

ذكراكِ تقتلُ فـي نفسي مآسيها

ما عِبتُ أبها ولكن هذه بلدي

جسمي هناك وقلـبي نابت فيها

1418هـ، النماص