خمر

قِف أيُّها الليلُ عافَ النومُ أجفاني

كيفَ المنامُ وهذا الصَّوتُ يلقاني؟

في ظلمةٍ أخرسَ الأنوارَ ديجرُهَا

والليلُ أقسمَ لي أن سوفَ ينساني

سرى الشذا بأريجٍ من هواكِ علـى

وَهنٍ فأحيا بأبها ليلَ أغصاني

قد كان لي (أملٌ) ضَلَّت رواحلُهُ

يحدوه من أجلِ قتلي ألفُ شيطانِ

وكنتُ أسعدَ خلقِ اللهِ إذ حَلَفَت

يَدُ المقاديرِ أن تهديهِ عُنوَاني

فأشرقَ الحُبُّ في ثغري فأطربَهُ

واستبشر القلبُ يا قلبًا به ثاني

طربتُ مُبتَهِجًا إذ عدتِّ يا (أملـي)

يا لُغزَ شِعري وإبداعي وألحاني

أنا الذي ملَّكَ الأحزانَ عاتِقَهُ

حـتى مدادُ يراعي بعضُ أحزاني

فيَا حنينَ فؤادي أذهبـي حزنِي

كيلا تُرَاعَي بناعي الحيِّ ينعاني

أسقيتني الخمرَ من فيكِ الذي انهمرت

مفاتنُ البوحِ في إيقاعِهِ الحاني

سكرتُ والخمرُ لم أدني إليهِ فمـي

لكنَّنـِي أحتسي خمرًا بآذاني

يا مَن فؤادي لهُ مِلكٌ يُصرِّفُهُ

أنَّى يشاءُ وما يرضيهِ أرضاني

أرسلتِ أعذبَ صوتٍ مرَّ بي سـحرًا

فَشادَ في القلبِ جناتٍ بنيـرانِ

1417هـ، أبها