أيا طاهرَ الأمَّين
قصيدة تعزية لمعالي رئيس أمن الدولة الأستاذ عبد العزيز بن محمد الهويريني في وفاة والدته العابدة الطاهرة هيلة بنت حمود أبا الخيل رحمها الله رحمة واسعة
أيا طاهرَ الأُمِّينِ، في أمِّكَ الصُّغرى
تعزِّيكَ يا بَرًّا بها أمُّكَ الكُبرى
وما قُلتُ: (صُغرى) كي أقلِّلَ قدرَها
فمَن يقترن بالشمسِ يغدو بها بَدرا
هنيئًا لصغرًى أنجبَتكَ فإنَّها
لعَمريَ قد زفَّت بميلادِكَ البُشرى
لأمٍّ لنا قد حمَّلتَكَ أمانةً
تنوءُ الجبالُ الراسياتُ بها ظَهرا
أنختَ لها منكَ التفانيَ والتُّقى
وأنعلتَها الإصرارَ والعزمَ والصَّبرا
وأطعَمتَها أيامَ عمركَ باسمًا
لأنكَ صِدقًا قد نذرتَ لها العُمرا
فلا زلتَ مأمونًا على أمنِ دولةٍ
بهِا الدينُ والدنيا قد انشرحا صدرا
فكم من إمامٍ قلَّدتكَ يمينُهُ
جِسامَ أمورٍ لا يُحاطُ بها خُبرا
وفيتَ وفاءَ الصادقينَ لهُ بها
وطابقَ في العُسرى وفاؤُكَ في اليُسرى
قويٌّ أمينٌ صادقٌ ذو مروءةٍ
أخو ثقةٍ جهرًا أخو ثقةٍ سِرَّا
تقودُ رجالًا حُبُّ ذا الأرضِ جَنَّةٌ
بأجسادِهم تجري ينابيعها طُهرا
فلو أنَّ حبًّا ألبسَ الدَّمَ لونَهُ
لكنتَ وإياهم دماؤكُمُ خُضرا
ولاءً على مَــــــــــــــــرِّ الزمانِ لرايةٍ
بها المجدُ والعلياءُ قد مُلِئَا فَخرا
سُعُوديةٌ خضراءُ من طُهرِ ثديها
رضعنا فأصبحنا بها إخوةً زُهرا
تضيءُ بأنوارِ الولاءِ جباهُنا
إليها؛ لأنَّا بالولاء لها أحرى
هي الرايةُ الخضراءُ أمٌّ بظلِّها
تَصُبُّ لنا ما لا نُطيقُ لهُ شُكرا
وها هي ذي جاءَت تعزِّيكَ يا ابنها الــــــ
أبرَّ وتنعى للعُلى أمَّكَ الأخرى
على أمِّكَ الأُخرى من اللهِ رحمةٌ
يُسخِّرها دونَ التُّرابِ لها قَبرا
وفي أمِّكَ الكُبرى لحُزنِكَ سَلوةٌ
فأنتَ توالي بِرَّها تارةً أُخرى
وبرُّك بالكُبرى الذي شهدَت بهِ
صُروفُ الليالي: شاهدُ البِرِّ بالصُّغرى
1441هـ، أبها