(تأملاتٌ في لحظةِ المولدِ الشريفِ في شِعب بني هاشم)
من أنتَ؟ علَّقتَ في أهدابي القمرا من أنتَ؟ فجَّرتَ ينبوعَ الضِّيا، وقنا من أنتَ؟ مزَّقتَ عن وجهِ الحياةِ بها من أنتَ؟ هذي قصورُ الشامِ شامخةٌ يا مشرقَ النورِ يا نبعَ السنا اشتعلت ألا ترى الكونَ نحوَ الأرضِ ملتفتًا من أنتَ؟ إني أرى البيداءَ زاحفةً إلى رحابكَ تَطوي جِلدَها شغفًا من أنتَ؟ ناجى بكَ العصفورُ صاحبَهُ ريحانةَ الكونِ مسكَ الأرضِ زهرتَها أندى العطورِ، وأزكاها، وأطيبُها بذا وذاك تناجي النفسَ آمنةٌ جاءت بهِ جدَّه تسعى، مبشِّرةً رآهُ شيخُ قريشٍ، ثم أتبعَهُ يُمَتِّعُ الطَّرفَ في روضِ الجمالِ، وبسـ تدفَّقَ الحسنُ في عينيهِ، في دمهِ واشتمَّ أعتقَ مِسكٍ من لفافتِهِ وراحَ يسعى به شيخُ الأباطحِ في بُشرى بني هاشمٍ ميلادُ سيدِها مُحَمَّدٌ أنتَ يا فخرَ المحامدِ في إني أرى مَلِكًا في حجرِ آمنةٍ بذا وذاك تناجيهِ فراستُه في حجرِ آمنةٍ، يا عَمُّ، لو علمت: في حجرِ آمنةٍ، يا عَمُّ، لو علمت: لم يخلقِ اللهُ لا جِنًّا ولا مَلَكًا في حجرِها مشرقُ (البُشرى) مباركةً في حجرِها الرحمةُ المهداةُ بازغةً في حجرِها النعمةُ المسداةُ سابغةً في حجرها كلُّ طوبى كلُّ طيبةٍ رأت، وشمَّت، وذاقت من حدائقِهِ ما بينَ خلوتِهِ في حِجرِ آمنةٍ تمَّ التمامُ لبدرِ المصطفى، فرأى لما دنا فتدلَّى نحوه اتَّصلت عن قابِ قوسينِ أو أدنى يلقِّنُهُ في لحظةٍ من محطَّات الخلودِ مشى سويعةٌ قسمت تاريخَ كوكبِنا وحيًا جَرَى في عروقِ الكونِ فامتلأت تدفَّقَ الحقُّ فاندكَّ الظلالُ بهِ وقيصرٌ قصَّرت بالرومِ دولتُهُ وحصحصَ الحقُّ لما أن هوى هُبَلٌ يا سيدَ الخلقِ حِدنا عنكَ، واكتسحت وجدَّ ليلٌ ودارت للزمان يدٌ فالرومُ كرَّت على الإسلامِ كرَّتها حزبانِ جاءا ففجَّرنا خلالَهما ها هم محبوكَ (يا طه) أولاءِ إلى ها هم محبوكَ (يا طه) قد التحموا ها هم محبوكَ في أحداقِها ثبتوا يا سيدَ الخلقِ بغدادُ الجهادِ رمت صلَّى عليكَ الهلالُ الخصبُ حين رأى أحبابُكم يا حبيبَ اللهِ قد منعوا مرابطينَ بقلبِ القدسِ، ثابتةٌ إنَّ النوايا الـتي ربيتَها اقتحمت فكلُّ ذرةِ إيمانٍ ندينُ بها هم خصَّبوها، نعم، لكنَّها عقمت لا يخصبُ السيفُ إلا حينَ يوردُه يا سيدَ الخلقِ ها هم شانئوكَ بدَت ماتوا من الغيظِ، مقهورينَ، لم يجدوا ضاقوا بمنزلكَ الأسمى، بسيرتكَ الــ مليارُ قلبٍ بحبِّ المصطفى خفقت همُّوا بزلزلةِ الدنيا، ولم يجدوا فناصروكَ فُرادى بالذي وجدوا في موقفٍ رُزتَ أفعالَ الرجالِ بهِ فكن شفيعًا لهم في يومِ مبعثِهم صلَّت عليكَ القوافي في ترنُّمها ريحانةَ الكونِ: إنَّ الحبَّ يكتبني إني أدحرجُ أشعاري على شفتي أمامَ جاهِكمُ الأعـلى يُقصِّر بي فاقبلَ محبَّكَ في أعطافِ قافيةٍ |
1427هـ، مكة المكرمة