في رثاء أخي الشيخ د.عبد الله بن محمد الشهراني، رحمه الله، رائد فكرة الخيام الدعوية السياحية ومؤسسها
لستُ أدري مـتى مماتي يقينا آهِ من طعنةِ الفراقِ دهتـني بغتةً زلزلت دمائي فماجت وعلى حينِ غفلةٍ أضرمتني واضطرابًا ولوعةً واشتياقًا كنتُ أدري أني أحبُّكَ حبًّا وأعـي أنَّ بيننا عهدَ حُبٍّ غـيرَ أني ما كنتُ أعلمُ أني فتيقنتُ أنَّ للحبِّ معـنى كشفَ الموتُ سترَهُ فتعالى يا رفاقي في حبِّهِ أيُّ بلوى واحدًا كانَ غـيرَ أنَّا فقدنا فابكِ إن شئتَ يومَ تبكي عليهِ وسقى الواردينَ في (دلوِ موسى) وابكِ إن شئتَ يومَ تبكي عليهِ حرثَ الأرضَ دعوةً وجهادًا وابكِ إن شئتَ يومَ تبكي عليهِ فكأنَّ الظلامَ (حوتُ ابنِ مـتَّى) وابكِ إن شئتَ يومَ تبكي عليهِ لم يقدها إلا بقلبٍ سليمٍ وابكِ إن شئتَ يومَ تبكي عليهِ قرويٌّ كحقلِهِ يطعمُ النا وابكِ إن شئتَ يومَ تبكي عليهِ للهدى في رواقِها زأراتٌ وابكِ إن شئتَ يومَ تبكي عليهِ خلقَ اللهُ للمكارمِ فيهِ فاملأِ الشعرَ لهفةً يا أبا الطيِّـ وقفِ النفسَ عندَ قـبرِ إمامٍ وارتشف من ترابِهِ ألفَ درسٍ ثمَّ بلَّ الـثرى بدمعٍ عزيزٍ ثم ناجِ الإمامَ في القـبرِ همسًا يا عليكَ السلامُ من قلبِ صبٍّ |
1434هـ، أبها