ألقيت أمام الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير، في مسرح المفتاحة بأبها، ضمن احتفال أهالي منطقة عسير بعودة الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، من رحلته العلاجية
كشمسِ الضُّحى تُجلى بها الظُّلمَاتُ بدا وجهُ عبدِ اللهِ فاتَّشحت بهِ كغيثِ السَّما تحيا بهِ كُلُّ بُقعةٍ هـمى حُبُّ عبدِ اللهِ فينا فأينعَت كقطرِ النَّدى والفجرُ يَبسُطُ ريشَهُ تدفَّقَ في أرواحِنا فجرُ حُبِّهِ كنُورِ قيامِ اللَّيلِ في وجهِ صالحٍ أطلَّ إِمامُ المسلمينَ بوجهِهِ رأيناهُ فينا سالـمًا بعدَ غيبةٍ ففارَ بنا في الأرضِ تَنُّورُ حُبِّهِ منَ البحرِ حـتى البحرِ بحرُ محَبَّةٍ فكيفَ أُغَـنِّي والمعَاني تهدَّمت وكيفَ أُوَفِّي مشهدَ الحُبِّ وصفَهُ فبينَ إِمامِ المسلمينَ وشعبِهِ كلَذَّةِ برِّ الوَالدينِ، كساعةٍ كدعوةِ أُمٍّ هزَّها من منامِها معَ ثُلُثِ اللَّيلِ الأَخِـيرِ لعينِها كشوقِ أبٍ قد غرَّبتهُ فأَبحرَت كلهفتِهِ حينَ التقاهُنَّ وارتوت كطعمِ أذانِ الفَجرِ في أُذنِ مَكَّةٍ وتلكَ معانٍ ليسَ يبلغُ وصفَها كمَا فنِيَت أحزانُنا حينَ شرَّقَت فَلِلَّهِ يومُ الأربِعاءِ فإِنَّهُ بهِ أشرقَت شمسانِ: شمسٌ هيَ الهُدى إذا بدَتا لاحت على كُلِّ مُقلةٍ فأولاهُما يُجلَى الضَّلالُ بنورِها وإن غابتا بانَت فُروقٌ كثـيرَةٌ فذا الشَّمسُ إِن غابت أَتى اللَّيلُ بعدَها وإن غابَ عبدُ اللهِ فالـهمُّ والضَّنى وعادَ فغيضَ الـهمُّ عنَّا وأقلعت إِلى وطنِ الأشواقِ عادَ أبٌ لهُ فمدَّت رياضُ العِشقِ أهدابَ عينِها إمامٌ شُعُوبُ الأرضِ تحسُدُ شعبَهُ إمامٌ مُلوكُ الأرضِ تحسُدُهُ على ولا عجبٌ أن يحسُدُونا فربُّنا رأوا قائدًا كالقلبِ في جِسمِ أُمَّةٍ فكم حاسدٍ يُخفي براكينَ غِلِّهِ نراهُ كأنَّا لا نراهُ، فعندَنا تُعوِّذُنا باللهِ أربعُ: مكَّةٌ وتلكَ لعمرُ اللهِ أمجادُ سيِّدي إِمامٌ لهُ تدعُو مِـنى كُلَّ حَجَّةٍ فترفعُ كفَّيها مآذِنُ طيبةٍ إِمامٌ لهُ يُدعَى على كُلِّ منـبرٍ إِمامٌ بعزِّ اللهِ ثُمَّ بعزِّهِ وفرَّقَ بينَ العالمينَ حياتَهُ سِوى التَّوأمِ الملصوقِ فرَّقَ شملَهُ بهِ أُمَّةُ الإسلامِ قد شُدَّ ظهرُها فإِن وَهَنَت للهِ فَقراتُ ظَهرِهِ وإِن فَنِيَت للهِ أَيَّامُ عُمرِهِ وإِن راحَ يَستَشفِي هُناكَ فَطالـَما طبِيبٌ لأمراضِ الزَّمانِ مُجرَّبٌ يُدَاوِي جُنُونَ الـمَارقينَ بِسيفِهِ ويَشفي منَ الفقرِ الـقديمِ بجودِهِ كذلكَ حالُ الغيثِ: برقٌ وغيمةٌ كما ادُّخِرَت فينا لِلُقيا إِمامِنا هدايا لِعَبدِ اللهِ أبها تزُفُّها ويضمنُها باللهِ عنَّا أميرُنا ولاءٌ وإِخلاصٌ وسمعٌ وطاعةٌ على بيعةٍ معقُودةٍ في رقابِنا وحبٌّ جنوبيٌّ يُضَاعفُ مثلَما |
1432هـ، أبها