بمناسبة عودة الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية استغرقت أكثر من عام
عن سَردِ فضلِكَ يعجزُ الشُّرَّاحُ فالشمسُ مهما قيلَ عن إشراقِها يا مَشرِقَ البَسَمَاتِ كلُّ فضيلةٍ أرأيتَ كيف تفارقت لفراقِهِ إذ شرَّدَ الأرواحَ من أجسادِها ولقد طغى وبغى على أرواحِنا أرأيتَ كيف تعكَّرت أيَّامُنا أرأيتَ، يا سلطانُ، أيَّ مصيبةٍ يا واحدًا في سُقمِهِ سُقمُ الورى أرأيتَ كيف تركتَ خلفَك وحشةً وسطا علينا واستباحَ دماءَنا غابت بغَيبتِكَ المباهجُ، وانطفا فَغَدَت قلوبُ المسلمينَ سَلِيبَةً غُرَباءُ في أجسادِهم، تغتالُهُم نَزَحَت بهم عنهم، وعن أحلامِهِم ورَمَت بنا الأيَّامُ عن صَهواتِها عامٌ كـ (لا عامٍ) مضى وكأنَّهُ عامٌ مضى، وكأنَّنا لسنا بهِ أرأيتَ، يا سلطانُ، كيفَ تلاعَبَت أرأيتَ (أبها)كَ الـتي عَلَّمتَها لَبِسَت خِمارَ الحُزنِ بَعدَكَ فانكفى وتضاءلَ الحُسنُ الذي ربَّيتَهُ وغَدَت حُقُولُ القَمحِ شاحِبةً، وقد وتَفَرَّقَ الصفُّ العسيريُّ الذي لكَ كانَ يرقُصُ رقصةَ الحربِ التي جُمِعَت لأجلِكَ أنتَ تحتَ لِوائِه: أرأيتَ ذاكَ الجَمعَ، لم يخفِق لهُ ضاقَت حناجِرُنا بنا، وترنَّحت وعسيرُ كاد يَلُفُّها اليأسُ الذي لولا ابنُكَ الـبَرُّ الذي عَلَّمتَهُ ما زالَ فيصلُ في غيابِكَ ومضةً قلنا لهُ: إنَّ الأمورَ استغلقَت. ودعا بنا، فتسابقت أنفاسُنا فبَدَت لنا من خَلفِ أطنابِ الأسى ما زالَ يَكـبُرُ في النُّفُوسِ شَعَاعُها وتَنَفَّسَ الصُّبحُ الكبـيرُ ، وهلَّلت وأطلَّ وجهُكَ في الرياضِ تحوطُهُ فتدفَّقَت فينا الحياةُ، وفُجِّرَت وبدا بكَ العامُ الجديدُ متوَّجًا فاهنأ بفضلِ اللهِ يا مَن عُمرُهُ فلقد عَرَفتَ اللهَ في زمنِ الرَّخا واهنأ بـ (حُبٍّ) لم تزل سلطانَهُ فَلأنتَ (مملكةُ السَّخاءِ) وبابُها |
1431هـ، أبها