إلى الأستاذ عبد الخالق بن سليمان الحفظي مدير التربية والتعليم بمحافظة رجال ألمع، في حفل تقاعده، الذي أقيم في ليلة ألمعية بدرية، في الساحة المكشوفة بقرية رُجال التاريخية، وكنت سأحضر الحفل ضمن الوفد المرافق للدكتور ظافر بن سعيد بن حبيب مدير التربية والتعليم في محافظة النماص آنذاك، ثم حالت الظروف دون حضوري، فألقاها أحد مرافقيه نيابة عني.
بدرُ السماءِ ووجهُ عبدِالخالقِ ولقد نظرتُ إليهما متأمِّلًا فشُغلتُ عن بدرِ السَّماءِ وضوئِهِ فالألمعيُّ بوجهِهِ وضيائِهِ ما قلتُ ذلكَ بِدعةً أو مِدحةً فالبدرُ كالمرآةِ يعكسُ وجهُهُ والألمعيُّ ضياؤُهُ من نفسِهِ، بضياءِ آلِ البيتِ يشرقُ وجهُهُ بأصالةٍ عـبرَ القرونُ تتابعت فدماءُ آل البيتِ في أجيالِهم محميَّةً بيدِ العفَافِ نقيَّةً فالفرقُ بين النَّاسِ يكمُنُ سرُّهُ وبذاكَ فاقوا النَّاسَ صفوَ أصالةٍ في روضِ بستانِ النبوَّةِ صانهم من عهدِ فاطمةَ البتولِ توارثوا سيما الأصالةِ من رياضِ وجوهِهم يا صحبةَ الحفلِ البهيجِ وساكني فَلنَطَّرح قمرَ السماءِ لغيرِنا وافيتُ من قِمَمِ النَّماصِ لأجلِهِ وقطفتُ منها وهي ذاتُ مباهجٍ ريحانةً ريَّا الغصونِ نديَّةً تهديكها باسمِ النَّماصِ وأهلِها فأهنأ بِعُمرٍ مرَّ لم تعرف بهِ واهنأ بسيِّدةِ الفضائلِ، خصلةً ما زلتَ تصطنعُ الرِّجالَ بغرسِهم أسقيتَهم ماءَ العنايةِ يُفَّعًا فاجنِ الوفاءَ فقد غرستَ بذورَهُ وانظر تجد في كلِّ أرضٍ روضةً واليومَ حاطتكَ القلوبُ بنبضِها قلبُ المحبِّ يَرِفُّ عندَ حبيبِهِ أولستَ تسمعُ نبضَها لكَ شاكرًا واليومَ أهدابُ العيونِ تعلَّقت عينُ المحبِّ تَشِفُّ عن خلجاتِهِ أولستَ تبصرُ في سوادِ عيونهم اليومَ كلٌّ يشرئبُ برأسِهِ قد كانَ قبلَ اليومِ يقصدُ بحرَكم واليومَ لا يأتيكَ إلا عاشقٌ غصَّ المساءُ بكلِّ قلبِ سابحٍ فردوسُ دنياكم محبتُهم لكم |
1427هـ، مكة المكرمة