البيعة

بمناسبة عقد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، وكان أول عمل قام به بعدها زيارة البيت الحرام، وأداء مناسك العمرة.

تدفَّق النورُ في عيـنيَّ حين بدا

وجهُ الإمامِ بنورٍ ضاءَ وانتشرا

مـني دنا فتدلَّى النورُ فانشرحت

روحُ القوافي وألقى الشعرُ ما وزرا

عن قابِ قوسينِ أو أدنى مددتُ يدي

إلى قطوفِ القوافي أنتقي الثمرا

في عيدِ لقياكَ غيدُ الشِّعرِ قد مشطت

حـبِّي فسالَ على أكتافِها شَعَرا

وافتك حوريَّةُ الشعرِ الأصيلِ وقد

رنت إليكَ بطرفٍ مـترَفٍ حورا

يسري ضياؤُك في روحي فيطربُها

وفي دمي بكَ يجري الحبُّ حيثُ جرى

أرى بوجهِكَ نورًا يطمئنُ بهِ

قلبٌ يراه، وعزًّا يملأ البصرا

وجهٌ كستهُ بتقوى اللهِ راسخةً

عقيدةٌ تفقهُ الآياتِ والسورا

بهنَّ سمَّيتَ باسم الله مبتدئًا

من مكةَ الملكَ لا كِـبرًا ولا بطرا

بها تواضعتَ للرحمنِ مطَّرحًا

بهارجَ الملكِ والألقابَ والأشرا

فزادَكَ اللهُ منهُ رفعةً وعلًا

ومن تواضعَ للرحمنِ ما انكسرا

وطفتَ بالبيتِ إخلاصًا فطافَ على

قلوبِنا طائفٌ من حبِّكم سحرا

واخضرَّ كلُّ فؤادٍ بالقبولِ وقد

قبَّلت للهِ سبعًا ذلك الحجرا

وبايعتكَ قلوبُ الناسِ مقبلةً

بالحبِّ جاءتك لا خوفًا ولا حذرا

سلطانُ حبِّكَ لا سلطانُ خوفِكَ قد

أتى بهم لم يغادر منهمُ بشرا

في مشهدٍ قلَّ أن تلقى لهُ شبهًا

فيمن تقلَّد حكمَ الناسِ أو أمرا

فضلٌ شكرتَ عليهِ اللهَ يا أبـتي

فزادَ والزودُ مكتوبٌ لمن شكرا

وباركَ الله في يمناكَ فانفجرَت

سحائبًا هلَّ منها الخـيرُ وانهمرا

هنا وفي كلِّ أرضٍ زادَها رهقًا

ليلُ الكوارثِ لما جنَّ واعتكرا

هَمٌّ سمت نفسُكَ العليا لتحملَهُ

فمدَّ عزمُك نحوَ العالمِ النظرا

حمَّلت قلبكَ لا كلَّت عزائمُهُ

أسمى ثلاثِ أماناتٍ لها اتزرا

أمانةُ الشعب والإسلامِ معتنقًا

نشرَ السلامِ بهذا الكونِ مصطبرا

1426هـ، أبها