على إثر صدمة فضائح الفظائع التي ارتكبها جنود الاحتلال بحق الأسرى العراقيين في سجن أبو غريب في بغداد، وهزت العالم شعوبًا وحكومات.
الـبرُّ والبحرُ والأجواءُ والأفقُ علا الغبارُ فعينُ الشمسِ كاسفةٌ ما عادتِ الأرضُ تلقاها بأنديةٍ تعكَّرَ الصفوُ في وجهِ الضياءِ فما تلوَّثَ الوقتُ ما عادت أصائلُهُ ولا تطيبُ بنا الأنسامُ في سحرٍ الوقتُ يهرُبُ والدنيا تلاحِقُهُ والأرضُ مخمورةٌ والسحبُ ملتثمٌ جثا الوباءُ على أنحاءِ كوكبِنا حُمَّت بفـيروسِ (أمِّ الداءِ) أربعُها فبالبحارِ دوارٌ والجبالُ بها داءٌ ألـمَّ بهذي الأرضِ مُستعِرٌ لا داءَ في الأرضِ إلا طُغمةٌ أَلِفت ولا دواءَ سوى داعٍ يخوضُ بنا أينَ الرجالُ إذا ما أرعدوا برقوا أينَ الرجالُ جنودُ اللهِ إن لمحوا رؤوسُهم لسوى الرحمنِ ما خضعت هل أجدبَت غـيرةُ الأعراضِ في دمِنا وهل تقطَّعتِ الدنيا بعزتِنا ما زلت أسألُ يا بغدادُ في حزنٍ مُدَّت إليهِ صِحَافُ الذلِّ مترعةً زادٌ لمليارِنا من حولِهِ حِلَقُ نقتاتُ بالعارِ ممسانا ومصبحَنا من قبلُ لم نتفق يومًا على زنةٍ العربُ نحنُ، شتاتٌ، لا يوحِّدُهُ بغدادُ إني لتُكوى داخلي حُرَقُ شرُّ الزمانِ زمانٌ يشتكي ظمأً كنَّا نظنُّ فحولَ البعثِ منجبةً واليومَ ها قد بدت للناسِ عورتُهُ ها قد بدى البعثُ خنـثى، أمه شقيت أينَ الفحولةُ يا صحَّافُ هل قُرِضت تركتَ عرضَكَ مبذولًا يعيثُ بِهِ كتبتَ بالعارِ يا صحَّافُ ملحمةً أتلعقُ الذلَّ بغدادُ الرشيدِ وفي ألم تكن زهرةَ الدنيا وزينتَها وأنجبت شاعرَ الدنيا فسادَ بها ما زالَ ينفثُ سِحرًا من سحائبِهِ سحرٌ به بابلٌ في أرضِها سُحِرَت يا سيدي لو ترى بغدادَ باكيةً يا سيِّدي لو تراها إذ أناخَ على ولو تراني وعندي كلَّ طاغيةٍ قلبٌ تواسيهِ حزنًا في مصيبتِهِ لكنَّ للنصرِ ميعادًا وأمتَنا |
1426هـ، أبهـا