في تعزية أخي د. محمد بن علي الحازمي في ابنه البراء، رحمه الله، مات شابًّا بعد أن أتم حفظ كتاب الله.
على قَدرِ المحبَّةِ الابتلاءُ أَحَبَّكَ فابتلاكَ اللهُ بلوى فلا تُرِيَنَّ ربَّكَ غيرَ حمدٍ فإنَّ عظيمَ فضلِ الله يُرجَى وإن يكُ آخذًا يومًا حبيبًا وشكرُكَ حينَ يأخذُ شكرَ راضٍ فكن في قبضةِ (البأساءِ) شكرًا تعزَّ أبا البراءِ بحكمِ عدلٍ: ولو كُتِبَ البقاءُ لأهلِ تقوى ولو شُرِي البقاءُ بُحُرِّ مالٍ تأمَّلتُ (الـثَّراءَ) فكانَ أدنى وقلَّبتُ الأمورَ بكلِّ وجهٍ فإن تطلُب لداءِ الموتِ طبًّا كأنِّي بالبراءِ بـ (طابَ قـبرٌ) وقد ألفى كتابَ اللهِ خِلًّا فآنَسَهُ ودارَسَهُ وطابت وخـيرُ مؤانسٍ في كلِّ حينٍ أتيتُكَ والـبراءُ وربِّ قلبي ولو أنَّ الـبراءَ فدتهُ نَفسٌ يُجمِّعُ بينَ روحينا حنينٌ فإن تَرَ صابرًا مـنِّي فإنِّي بكى قلـبي وذاكَ هو البكاءُ ودمعٌ في خدودِ القلبِ أنكى فسافحُ دمعِ عينيهِ جهارًا ودمعُ القلبِ يذكيها اتِّقَادًا أُخَيَّ ونحنُ متَّحدانِ حُزنًا تأمَّل طِيبَ سيرتِهِ تجدها فـتى في طاعةِ الرَّحمن مرَّت وشبَّ لِداتُهُ في كلِّ أرضٍ وشَبَّ فشبَّ والقرآنُ يهـمي فإن سبقت إليكَ بهِ المراثي إذا مَا نفسُكَ ادَّكرت فجاشت فأَشرِع راحتيكَ إلى كريٍمٍ على المكروهِ يُحمَدُ والرَّزايا وقُم في غُرَّةِ السَّحَرِ ابتهالًا وقل: يا من أخذتَ حبيبَ قلـبي ألا فاجعل لهُ الفِردوسَ دارًا وعِضهُ من الشَّبابِ الغَضِّ عمرًا وشَفِّعهُ إذا بُعِثَ البرايا |
1425هـ، مكة المكرمـة