أفي أرض طَهَ!

ألقيت أمام الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، رحمه الله، في صالة الاحتفالات الملكية، بحي الخالدية بأبها

بكَ العيدُ أزهى في القلوبِ وأفخمُ

وأبها بلقياكم أجلُّ وأعظمُ

ومنكَ على أبها من العزِّ مسحةٌ

بها الحسنُ في الأبصار أسنى وأوسمُ

وفيكَ لأبها كلَّ عيدٍ قصيدةٌ

من الحبِّ في الآذان أحلى وأنغمُ

وعنكَ يناجيها إذا الليلُ ضمَّها

حنينٌ إلى لقياكَ أقوى وأقوم

وفي ناظريها أشرقت بكَ فرحةٌ

أرى العيدَ في أثنائِها يتبسَّمُ

على شفتي أبها أتيتُكَ قُبلةً

وأنشودةً فيها الغرامُ المنمنمُ

ومن وجنتي أبها تخيَّرتُ باقةً

من الشِّعرِ عن أبها بها أتقدمُ

إليكَ وأبها في فؤادي وفي فمي

معلقةٌ يشدو بها القلبُ والفمُ

قطفتُ لكَ الريحانَ من روضِ حبِّها

ومن حسنِها يسعى النَّدى وهو مفعمُ

بأبياتِ نورٍ زاهياتٍ يزيدُها

جمالًا وحسنًا أنها فيكَ تُنظَمُ

فيا مرحبًا ما فاحَ في روضِها الشذا

وأسقى روابيها الغمامُ المعمَّمُ

ويا مرحبًا ما جلَّل الحسنُ وجهَها

وحجَّبها ذاك الضبابُ المخيِّمُ

ويا مرحبًا ما مدَّت الشمسُ كفَّها

تزيلُ خمارَ الليلِ عنها فتبسِمُ

وما نشرَ الليلُ البهيمُ ثيابَه

ليشرقَ بدرٌ في حماها وأنجمُ

ويا مرحبًا ترحيبةً أبهويةً

بها كلُّ شيء ها هنا يـترنمُ

بها نفثةٌ من روحِ خالدَ رطبةٌ

وخالدُ&، لا شك، الأديبُ المقدَّم

بها خفقةٌ من قلبِ فيصلَ عذبةٌ

وفيصلُ&&، لا شك ، المحبُّ المتيَّمُ

وأبها وأهلوها على قلبِ واحدٍ

وقد نابتِ الأشعارُ عني وعنهمُ

إليكَ القوافي تحملُ الشوقَ زهرةً

معطرَّةً بالحبِّ منِّي ومنهمُ

حللتَ على أبها بهاءً ورفعةً

فيا مرحبًا يا ابن الذين هُمُ هُمُ

أنارَ بهم وجهُ الجزيرة بعدَما

تقشَّعَ ليلٌ حالكُ الوجهِ مُعتِمُ

وكانت، سأحكي كيف كانت بحرقةٍ

ولي سندٌ فيما أقول مُنَظَّمُ

سألتُ أبي عنها، وفوقَ جبينِهِ

ثمانونَ حولُا، والثمانونَ تُسأمُ

سألت أبي، والشيبُ أصدقُ شاهدٍ

فقالَ، وقولُ الشيخِ أولى وأحكمُ

من الفقرِ لم نشرب عليها سوى الظَّما

وليس لنا إلا من الجوعِ مَطعَمُ

من الجهلِ ما صلَّى صلاةً ولا دعا

إلى اللهِ إلا جاهدٌ يتلعثمُ

من الخوفِ ما قرَّت عليها قلوبُنَا

نهارًا، ولم يأمن على الدِّينِ مسلمُ

ثلاثٌ متى حلَّت بأرضٍ فَعَزِّهَا

فإنَّ حياةً هنَّ فيها لمأتمُ

ثلاثٌ على أرضِ الجزيرةِ أطبقت

على كلِّ شبرٍ فالمعيشةُ علقمُ

إلى أن أتتها رحمةُ اللهِ فانبرى

لها بالهدى سيفُ الجلالِ المسلَّمُ

أتاها أبو تركيِّ للهِ مخلصًا

فمكَّنهُ منها القضاءُ المحتَّمُ

بمقدمِهِ قد بدَّلَ اللهُ فقرَهَا

غِنًى، كلُّ بيتٍ فيهِ راضٍ منعَّمُ

بمقدمِهِ قد بدَّل اللهُ جهلَهَا

هُدَىً، فيهِ كلٌّ راتعٌ متعلِّمُ

بمقدمِهِ قد بدَّل اللهُ خوفَهَا

أمانًا، بهِ حلَّ الرخاءُ المتمَّمُ

ومن كلِّ أرضٍ جاءها الرزقُ ساعيًا

على بركاتِ اللهِ يُقضَى ويُقسمُ

وأنبت فيها اللهُ أيكةَ نِعمةٍ

لها أفرعٌ عليا، وأصلٌ محكَّمُ

يهزُّونها هونًا فيَسَّاقطُ الجنى

كما هزَّتِ الجذعَ المباركَ مريمُ

فما بالُ قومٍ&&& قد تربَّوا بظلِّها

وفي ظلِّها عاشُوا ومنها تسنَّموا

يريدونَ من أرضِ السلامِ اجتثاثَها

ولكنهم أخزى وأوهى وأوهمُ

لعمري لقد جاروا على الدَّينِ وافتروا

على اللهِ، أهواءً أحلُّوا وحرَّموا

وإن قرأوا القرآنَ سرًّا وجهرةً

فإنهم عن نورِ آياتِهِ عَمُوا

وإنهم واللهِ خانوا محمَّدًا

جهارًا وإن صلَّوا عليه وسلَّموا

أفي أرضِ (طه) في الرياضِ وطيبةٍ

ومكةَ&&&&حيثُ النورُ والناسُ صوَّمُ

تدنَّسُ آياتِ المصاحفِ&&&&& غيلةً

ويُذعر مَن فيها محلٌّ ومحرمُ

ويُقتَلُ فيها مسلمٌ أو معاهَدٌ

ويُهدمُ بنيانٌ ويهتك مَحرَمُ

أهذا الذي أوصى بهِ اللهُ خلقَهُ

وحدثنا عنهُ النبيُّ المكرَّمُ

فبوءُوا بها يومًا يكونُ خصيمَكم

محمدُ والبيتُ العتيقُ المعظَّمُ

وتشهدُ أيديكم عليكم بما جنت

وطيبةُ والحِجرُ الشريفُ وزمزمُ

وإنَّ لنا من دونِ ذا الأرضِ صولةً

بها تُبذَلُ الأرواحُ والمالُ والدمُ

وللفهدِ منا بيعةٌ لا نبيعُها

وإخوتُهُ كَفٌّ وزَندٌ ومعصمُ

فدوموا على عزٍّ فأنتم ملوكُنا

وأنفُ الذي لم يرضِهِ القولُ مُرغَمُ

1424هـ، أبها

& الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير آنذاك && الأمير فيصل بن خالد نائب أمير منطقة عسير آنذاك &&& إشارة إلى أحداث التفجير الإرهابية التي نفذها الخوارج الإرهابيون من أتباع القاعدة في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية عام 2003و 2004م &&&& إشارة إلى عملية تفجير مجمع المحيَّا السكني الإرهابية التي راح ضحيتها 22 شهيدًا، و122جريح من الأبرياء، في نهار رمضان، وإلى كشف عدد من أوكار الإرهابيين الخوارج في مكة والمدينة &&&&& إشارة إلى ضبط عدد من المصاحف المفخخة في أوكار الإرهابيين الخوارج بمكة والمدينة