ألقيت أمام الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، في قصره في الفرعاء بأبها، في توديعه بعد زيارة قصيرة لها
هبَّت برائحةِ الحَوذانِ والنَّفَلِ هبَّت على الوقتِ في (أبها) بمقدَمِكم أيامُ (أبها) سواءٌ في محاسنِها ويومُ لقياكَ (سلطانُ الزمانِ) بها في قلبِها عشقُ أعرابيةٍ ألفت أصيلةٌ عن عيونِ النَّاس حجَّبها حـتى أتيتَ فسلَّت عن مفاتِنها وأحسنُ الحسنِ فيها أن حللتَ بها فما درت إذ رأتكم أنَّها سفرَت سعى إلى وجنتيها وهي صامتةٌ فعشقُها أكـثرُ الشاكينَ من حسدٍ يا مرحبًا وخطاكم في مرابعِها يا مرحبًا بكَ في أجفانِ لهفتِها فليسَ في الأرضِ أندى من محبَّتِها يا مرحبًا بكَ نورًا بين أضلعِها محبةً لكَ ما شِيبَت بشائبةٍ فانظر بعينِكَ فيها إذ تودِّعُهَا إن غبتَ عن عينِها شخصًا فإنَّكَ في حبٌّ توارثتِ الأجيالُ لذَّتَهُ يا قادةَ الدِّينِ والدُّنيا بكمُ رُفعت نصرتُمُ الله إخلاصًا فألبسكم بكم حمى الله أرضَ الوحي من محنٍ& فمات غيظًا وأضحى سعُي زمرتِهِ مدُّوا إلينا أياديهم فلم تَنَلِ وما رعوا حرمةَ البيتِ العتيقِ ولا ودنَّسوا المصحفَ المحفوظَ&&& وافتخروا (سفكُ الدماءِ، وقتلُ الأبرياءِ، وتمـ مفاخرٌ لم يزل يسعى بها فرِحًا بطولةٌ في حـمى الشيطانِ راتعةٌ أوهامُهُ أوقعتهم في حبائِلِهِ جاءتهم المنُّ والسلوى منزَّلةً وزمزمُ الطهرِ عافوها فما وردوا خانوا محجَّتنا البيضاءَ واتبعوا وصدقوها فضاعوا في مجاهلِها لكنَّها فتنةٌ في طيِّها نِعمٌ عنايةُ اللهِ هتَّانٌ على بلدٍ هل يخذلُ اللهُ ملكًا شدَّ مـئزرَهُ سيفُ العدالةِ في يمناه معتدلٌ يا ربِّ فاحفظهما من كلِّ عاديةٍ والشَّعبُ في صخبِ الأحداثِ ينشدُكم سمعًا وحبًّا وإخلاصًا وتضحيةً هذا جـنى ما غرستم في ضمائرِنا مشاعرٌ في صحافِ الشعرِ تُنضِجُها |
1424هـ، أبها