إلى والد الشهيد محمد الدرَّة، رحمه الله
أمامَ عينيكَ ماتت فِلذَةُ الكبدِ وبينَ أحضانِكَ استلقت معانقةً وهبتَها في سبيلِ الله محتملًا في صفقةٍ بُعثَت سوقُ الجهادِ بها بدُرَّةٍ كنتَ للأيامِ تذخرُها مكنونةً، في جفونِ الخلدِ مسكنُها بمثلِ ذا يستديمُ الدرُّ قيمتَهُ يا دَّرةَ المسجدِ الأقصى وقد دُفِنت أحيا مماتُكَ فينا نخوةً وُئِدت حللتَ قبرَكَ يا ابنَ القدسِ فانبعثَت في الناسِ تبحثُ عن أنباءِ (معتصمٍ) عن سيفِ خالدَ، عن زنديهِ، عن يدِهِ، فلم تجد غيرَ فِهرٍ تحتَ أرجلِها إنَّ المدافعَ من سومِ المقالعِ قد فمدفعٌ عند (خنزيرٍ) يلوذُ بهِ إنَّ المقالعَ والأحجارَ قد كشفت العربُ نحنُ هنيئًا ليسَ يحسُدُنا محسَّدون على ما تحتَ تربتِنا نحنُ الذكورُ وَلُوداتٌ حرائرُنا مليارُنا ملأَ الدُّنيا بذلَّتِنا مُقَبِّلَ الكفِّ من شمطاءَ كاسيةٍ وناثرَ الدمعةِ الحرَّى مودعةً نكَّستُ طرفي حياءً، كيف أرفعُهُ نادِ الحشودَ ودع بعثَ الوفودَ فلن فاللهُ أخبرَ (لن ترضى اليهودُ ولن ها نحنُ نلهثُ خلفَ السلم تحملُنا إني لأخجلُ من نفسي وأُخجِلُها أذلُّ والمتنبي خافقٌ بدمي إنَّ الحياةَ التي تبدي الجفاءَ لنا ألم يكن جذرُها من عذبِ موردِنا دارت علينا رحى الأيامِ صادقةً صبرًا فلسطينُ، ما دارت مؤامرةٌ يا شعبَنا الحرَّ في مسرى محمدِنا أحجارُكم كعصا موسى وقد لقفت إنَّ اليهودَ وإن كانَ البداءُ لهم أو كان (باراكُ) في الأقصى طغى وبغى حمالةُ الحطبِ اغترَّت بفعلتِها أنتم على صفحاتِ العزِّ ملحمةٌ نشكو قلوبًا قد اخضرَّ النفاقُ بها ما كلُّ شَعرٍ يغطى هامةً عظمت وربما أخرجَ المولى لنصرتِكم جيلًا يوحِّدُ باسمِ اللهِ رايتَنا بمؤتةٍ يستلذُّ الموتَ مبتسمًا |
1421 هـ، أبها